أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


مطرقة ميشال عون الحازمة تذكّر من نسوا معنى أن يكون الرئيس رئيساً

حين يكتشف حسن مراد الرئيس ميشال عون

***

كتب غسان سعود: يختلف سماع الوزير حسن مراد يروي واقعة المطرقة عن سماعها من قبل زملائه الـ29. مداخلة الرئيس لم تأتِ بعد ساعة أو ساعتين من بدء الاجتماع إنما بعد نحو خمس ساعات؛ خمس ساعات ازدحمت فيها البنود القديمة بنقاشاتها حتى أنهك التعب جميع الحاضرين؛ التعب والجوع، إذ مرّ على موعد الغداء المفترض أكثر من ساعتين. يقول حسن مراد إن زميله المعنيّ بملف النزوح السوريّ قدم عرضاً علمياً استعرض بموجبه معطيات وأرقام وحقائق قانونية أظهرت معرفته بما يفعله في هذا الملف، فإذا بالردود الشعبوية الغرائزية التي لا علاقة لها بالموضوع تبدأ من هنا وهناك. ما لا يقوله حسن مراد هنا، يقوله زميل آخر: قبل أن ينهي وزير القوات ريشار قيومجيان مداخلته كانت زميلته مي الشدياق قد بدأت المطالبة بالكلام للمزايدة أكثر فأكثر. لكن الرئيس سحب الكلام لنفسه؛ ولنعد إلى حسن مراد: يعود الأخير للساعات الخمس، ليقول إن غالبية الحاضرين كانوا منهكين فعلياً وإذا بأكبرنا يظهر ما لا يمكن وصفه من سرعة بديهة أولاً، ترابط في الأفكار ثانياً، ومنطق يعلو ولا يعلى عليه ثالثاً.

الوزير حسن مراد

لم يكن أحد من الحاضرين يتوقع هذا كله: المنطق الذي لا يمكن مجابهته، الرد الصاعق على القوات ومن ثم تكرار بتلك المطرقة الحازمة التي تذكر من نسوا بمعنى أن يكون الرئيس رئيسا. لا يمكن لأي فريق صديق لسوريا، يقول حسن مراد، أن يزايد على ذلك الموقف الرئاسي؛ لكن مهلاً: لا يمكن أي موقف معارض لسوريا أن يزايد على ذلك الموقف أيضاً. ويكمل حسن: سرعة بديهة الرئيس وحضوره الذهني القوي بعد خمس ساعات من النقاشات المملة وترابط أفكاره الاستثنائي وإحاطته موقفه بمنطق لا يمكن مجابهته، أولاً. ثم المطرقة التي تقول الكثير بخبطتها المدوية، ثانياً. ثم نهوضه المفاجئ وخروجه من الباب وسط ذهولنا جميعاً، ثالثاً. كانت لحظات لا توصف، يقول حسن مراد؛ سمعت عن فخامته الكثير لكنها كانت المرة الأولى التي أفهم فيها وأتفهم مواقف جمهوره وحلفائه وخصومه.