عَ مدار الساعة


واشنطن تحتفظ بـ 400 مقاتل في التنف وشرقي الفرات

سامر إلياس- موسكو –

أكدت تركيا أمس أنها ماضية في خططها لإقامة منطقة آمنة في شمال شرقي سورية «سواء لمست تعاوناً من حلفائها أم لا».

وشددت على ضرورة «عدم ترك فراغ في السلطة أثناء انسحاب القوات الأميركية، بأي شكل من الأشكال»، مشيرة إلى موافقة الجانب الأميركي على الحيلولة دون تأخير تنفيذ خريطة الطريق المتعلقة بمدينة منبج السورية، واستكمالها في أقرب وقت.

وجاء ذلك بالتزامن مع كشف واشنطن عن تفصيلات إضافية حول عدد القوات الأميركية التي ستحتفظ فيها في سورية لبعض الوقت.

وفي المقابل جددت إيران تمسكها ببقاء قواتها في سورية، وأشارت إلى أنها حققت 90 في المئة من أهدافها هناك رغم توجيه إسرائيل أكثر من مئتي ضربة على مواقعها في سورية.

ومع قرب انتهاء عملية اجلاء المدنيين من بلدة الباغوز آخر جيب لتنظيم «داعش» شرق الفرات، يتوقع أن تبدأ «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) هجومها في الساعات المقبلة ضد مئات من مسلحي تنظيم «داعش» يتحصنون في أنفاق وبيوت في نحو نصف كيلومتر مربع.

وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أول من أمس، إنه يثق في أن حلفاء بلاده سيتحملون مسؤولياتهم في سورية بعدما أعلنت واشنطن إنها ستُبقي على مئات من الجنود هناك.

وعشية كشف البيت الأبيض عن إبقاء قوة أميركية لحفظ السلام في سورية، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أول من أمس، إن قراره الإبقاء على عدد محدود من القوات في سورية لا يعني تغييراً في ما أعلنه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في شأن سحب القوات الأميركية الموجودة هناك وعددها 2000 جندي.

وكشف مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن بلاده ستترك في المجمل 400 جندي في سورية، على أن يتم تقسيمهم على منطقة آمنة يجري التفاوض عليها في شمال شرقي البلاد وقاعدة للجيش الأميركي في التنف قرب الحدود مع العراق والأردن.

وأوضح المسؤول الأميركي أن مئتي جندي في شمال شرقي سورية سيكونون في إطار التزام بنحو 800 إلى 1500 جندي من الحلفاء الأوروبيين لإقامة المنطقة الآمنة ومراقبتها.

وفي المقابل، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده عازمة على انشاء المنطقة الآمنة، وأنها تتمنى انشاءها «بالتعاون مع حلفائنا»، مستدركاً: «في حال لم يتم توفير مثل هذه التسهيلات لنا، فإننا مصممون على إقامتها بإمكاناتنا الخاصة مهما كانت الأحوال والظروف».

وفي محاولة لإقناع الأوروبيين المترددين أوضح أردوغان أن «المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في سورية مهمة جداً. نريد تسريع عودة السوريين إلى ديارهم»، وزاد أن «الشعوب الأوروبية تعيش اليوم بأمن وسلام في بلدانها بفضل تضحيات تركيا وشعبها، ولكننا لسنا بصدد تقديم هذه التضحيات إلى الأبد».

وحض أردوغان على دعم جهود تركيا لإقامة منطقة آمنة شرق الفرات بسورية تتيح عودة ملايين السوريين الى منازلهم.

وعلى رغم استمرار الخروقات في إدلب قال أردوغان إن بلاده تسعى إلى جعل إدلب «آمنة تماماً»، مضيفاً: «نتباحث مع روسيا وإيران بهذا الشأن، وقد قطعنا شوطاً مهماً».

وذكر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن الجانب الأميركي وافق على الحيلولة دون تأخير تنفيذ «خريطة الطريق» المتعلقة بمدينة منبج السورية، واستكمالها في أقرب وقت.

وفي حوار مع وكالة «الأناضول» التركية عقب عودته من واشنطن واجراء محادثات مع وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، قال أكار: «رأينا أن الجانب الأميركي ينظر بإيجابية أيضاً حيال إجراءاتنا في هذه المسألة».

وكشف أنه تبادل الآراء مع مسؤولي البنتاغون في ما يخص قرار ترامب، الانسحاب من سورية. وقال إنه شدد أثناء لقاءاته على ضرورة عدم ترك فراغ في السلطة أثناء انسحاب القوات الأميركية، بأي شكل من الأشكال، وزاد أن الجانب التركي أكّد لنظيره الأميركي «ضرورة سحب إرهابيي وحدات حماية الشعب، وحزب العمال الكردستاني من المنطقة، ووضعها تحت إشراف تركيا».

إلى ذلك، قللت إيران من «تأثير استراتيجي» للغارات الإسرائيلية على مواقعها في سورية، وقال إن بلاده حققت أكثر من 90 في المئة من أهدافها هناك.

وشدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني، أن بلاده «ستبقى في سورية وتحارب الإرهاب لطالما تريد الحكومة الشرعية في سورية هذا الأمر». ومع تكرار الغارات الإسرائيلية على مواقع إيران وميليشياتها في سورية، قال شمخاني: «اتخذنا بعض الإجراءات لنحافظ على خطوطنا الحمر من ناحية الخسائر البشرية الناجمة عن أي اعتداء صهيوني. وجرى القيام بهذا الأمر بالتعاون مع الجيش السوري وبقية الحلفاء في هذا البلد، وسنشهد قريباً تطوراً مهماً في مجال تعزيز ردع المقاومة في سورية»، ملوحاً بأن «أسلوب التعاطي مع اعتداءات الكيان الصهيوني على سورية ومحور المقاومة في عام 2019 سيكون مختلفاً عن أسلوب التعاطي في السابق».

وتعليقاً على قرار سحب القوات الأميركية من سورية أعرب المسؤول الإيراني عن ثقته أن القرار «سياسة قائمة على الحقائق الميدانية».

-الحياة-