أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


هل يجرؤ ميقاتي وريفي على مواجهة الحريري في طرابلس؟

حسان الحسن-

بعد صدور قرار الطعن عن المجلس الدستوري بإبطال نيابة “المستقبلية” ديما جمالي، لم تتضح حتى الساعة، مجريات الإنتخاب الفرعي المرتقب في مدينة طرابلس، خصوصاً لجهة الترشّح، والتحالفات والإصطفافات السياسية والإنتخابية، هذا إذا بلغت الأوضاع حد الوصول الى حدوث معركة إنتخابية حقيقية في الأساس.

بالنسبة للجهة المعنية الأولى في هذه المعركة المرتقبة، وهي جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، تؤكد أوساطها أن مرشحها الدكتور طه ناجي، نال ثقة الناخبين في الدائرة التي ترشح عنها، اي (طرابلس، المنية – الضنية)، وهو الممثل الحقيقي لهم، منذ الإنتهاء من عملية فرز الأصوات، في الإنتخابات النيابية التي جرت في أيار الفائت.

وتعتبر أن إرادة الناخبين المذكورين، سلبت مرتين، الأولى عند تزوير الإرادة الشعبية، والتلاعب في عملية إحتساب الأصوات، عقب الإنتهاء من الإنتخابات البرلمانية، بالتالي إعلان الجمالي نائبا، هذا بتأكيد أعلى سلطة قضائية في لبنان، بدليل إصدارها طعناً بنيابة الأولى.

والمرة الثانية، عند إصدار “الدستوري”، قراراً بإعادة إجراء إنتخاب فرعي، بعد إبطال نيابة جمالي، بدلاً من إحقاق الحق، وإعلان فوز ناجي بالنيابة، خصوصاً بعد إقرار الأول، أن هناك خطأ في عملية الإحتساب لمصلحة مرشح “المشاريع”، لكن المجلس اعتبر أن فارق كسر الأصوات بين لائتحي الكرامة والوطنية و”المستقبل”، ضئيل وهو 0.0004 لمصلحة الأولى، بالتالي أصدر قراره المذكور آنفاً، الذي شكل ضربة معنوية للثقة بأعلى سلطة دستورية، ألحق غبناً في حق الناخبين الطرابلسيين والشماليين، على حد قول الأوساط.

لكن تيار المستقبل، الذي لم يتقبل ولا أي شكلٍ من الأشكال الإعتراف بسقوط أحاديته السلطوية لدى الشارع السني في لبنان، وهو لايزال يكابر، ويحاول طمس الحقيقة والواقع الجديد، من خلال بذله أقصى جهده لإقصاء ممثلي أهل السنة المؤيدين لخط المقاومة عن السلطتين التشريعية والتنفيذية الراهنة، إعتمد إسلوب “ضربني وبكى وسبقني وإشتكى”، بالتالي أعتبرت أوساطه أن القرار المذكور أعلاه، يستهدف زعامة الرئيس سعد الحريري.

بالإنتقال الى حيثيات “الإنتخاب” المرتقب، فلم تتضح معالمه راهنا، خصوصا أن اللقاء التشاوري لايزال يجري إستشاراته مع حلفائه، لإتخاذ القرار المناسب، بحسب تأكيد مصادره.

أما في شأن توجه باقي القوى المؤثرة في الساحة الطرابلسية، وفي مقدمها الرئيس نجيب ميقاتي واللواء أشرف ريفي، تؤكد مصادر سياسية طرابلسية أن هاتين الجهتين، هما دون مستوى الجرأة على مواجهة الحريري في الوقت الراهن والمدى المنظور، مرجحة أن يبيعان موقفهما لرئيس الحكومة في الإستحقاق النيابي المرتقب، خصوصاً أنهما يسعيان الى التقارب مع الأخير، ونيل رضاه على حد قول هذه المصادر.

ولا تستبعد مصادر قريبة من ميقاتي مشاركة ماكينته الإنتخابية لدعم مرشح “التيار الأزرق”، في حال حصول معركة إنتخابية.

رغم كل ما ورد آنفا، يبقى إحتمال حصول الإنتخاب وارد جداً، خصوصاً أن هناك ثمة توجه لدى “المجتمع المدني” في خوضه، من دون إعلان التفاصيل حتى الساعة.

في المحصلة، لاريب أن الثنائية لدى الشارع السني شقت طريقها، وبدأ حضور فريق المقاومة يتبلور بقوة في هذا الشارع، أولا من خلال النتائج التي حققها في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، ثم مشاركته في الحكومة، ثم إعتراف أعلى سلطة دستورية بالثقة التي منحوها المواطنين للدكتور ناجي، على الحريري التسليم بالواقع الشعبي الجديد، والقبول به، والتعامل معه بواقعية، بالتالي الكف عن كل أشكال المكابرة والتعالي ومحاولة طمس الحقائق وتغييب تراجع حضوره الشعبي، خصوصا لدى الشارع المذكور، وتحديداً في عاصمة أهل السنة طرابلس، الذي فاز فيها عملياً مرشحان للحريري من أصل ثمانية نواب.

-الثبات-