أعادت دمشق التأكيد مجدداً على الثابتة التي حددتها منذ بدء الحرب على البلاد، والقائمة على استعادة كل شبر من أراضيها سواء من الإرهاب أو من الاحتلال، وحذرت على لسان المستشارة الإعلامية والسياسية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان من فكرة منح الأكراد في شمال البلاد، قدراً من الحكم الذاتي، لأن مثل هذه الخطوة ستفتح الباب أمام تقسيم البلاد.
وفي كلمة لها خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر «فالداي الدولي» بموسكو أمس، وتلقت «الوطن» نسخة منها، اعتبرت شعبان، أن «الفيتوهات» التي اتخذتها روسيا والصين ضدّ الهجمة الغربية، وضد الإرهاب الذي كان يضرب في سورية، كان في غاية الأهمية لأنه «شكل مقدّمة سياسية ودبلوماسية مهمة للتفريق بين أعضاء مجلس الأمن الدائمين الذين يموّلون ويدعمون الإرهاب والذين يحاربون الدول باسم مكافحة الإرهاب، وبين الدول التي تؤمن فعلاً بمكافحة الإرهاب وتؤمن بسيادة الدول وتؤمن بالقرار الوطني المستقل».
وشددت شعبان على أن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره الشعب السوري بنفسه دون أي تدخل خارجي تسعى من خلاله بعض الأطراف والدول لفرض إرادتها على الشعب السوري.
من جانبها، نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن شعبان تأكيدها في كلمتها خلال المؤتمر، أن سورية مستمرة في حربها على الإرهاب، وستحرر كل شبر من أراضيها سواء من الإرهاب أم من الاحتلال.
وكالة «رويترز» نقلت عن شعبان رفضها في تصريح على هامش المؤتمر، فكرة منح الأكراد السوريين قدراً من «الحكم الذاتي» مؤكدة أن مثل هذه الخطوة ستفتح الباب أمام تقسيم البلاد، وقالت: «الحكم الذاتي يعني تقسيم سورية، ليس لدينا أي سبيل لتقسيم سورية».
وأضافت: «سورية دولة تستوعب الجميع وكل الناس سواسية أمام القانون السوري وأمام الدستور السوري»، مؤكدة أن الأكراد هم «جزء ثمين ومهم للغاية من الشعب السوري».
وانتقدت شعبان بشدة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وفكرته المتعلقة بإقامة ما يسمى «منطقة آمنة» في شمال شرق سورية، وقالت: «إن الفكرة تنطوي على استيلاء غير مشروع على أراض».
وأضافت: «تركيا لديها طموح جديد لاحتلال أراضي الآخرين وأعتقد أننا نواجه أردوغان الذي يحلم بإحياء الإمبراطورية العثمانية»، وتابعت: «لكن لا أعتقد أن بمقدوره ذلك لأن شعبنا موجود هناك للدفاع عن أرضنا».
بدوره قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في كلمة خلال المؤتمر: «هناك بعض المناطق في محيط إدلب لا تزال تتعرض لهجمات من الإرهابيين ولابد من تحرير كل هذه المناطق، ونحن مستعدون للتعاون مع جميع الدول الإقليمية وأميركا في سبيل القضاء على الإرهابيين بشكل تام، وهذا سيساعد على إنهاء وجود الإرهاب في سورية».
وفي سياق متصل، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لاجاك بموسكو أمس، التأكيد أن أميركا موجودة بشكل غير شرعي في سورية بذريعة محاربة الإرهاب وانسحابها سيؤدي إلى إعادة الاستقرار إليها.
وقال لافروف: إن «الإجراءات الأميركية في سورية خطيرة وتهدف إلى تقسيمها وعرقلة إعادة الإعمار وهذا أمر غير مقبول يخالف القوانين الدولية ولا يحق للأميركيين إملاء الشروط على أصحاب الأرض».
ولفت لافروف إلى أن المجتمع الدولي متفق على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والقضاء على الإرهاب فيها لكن الأمر مختلف بالنسبة لأميركا التي تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة.
-الوطن السورية-