– مهلة ال 3 أشهر التي حدّدها باسيل وانتقدها الجميع باتوا ينادون بها الحكومة لتنجز خلالها
***
باتت الافكار والعناوين كما الشعارات التي يطرحها التيار الوطني الحر والرئيس العماد ميشال عون، منذ سنوات، ويعود بعضها الى زمن النضال، متداولة اليوم من كثير من السياسيين، ولو بعض عشرات السنين من طرحنا لها، وباتت تشكّل مخرجاً لمشاكلنا ولو تأخر البعض بالاقتناع بها، ولكنها ما زالت تصلح ليومنا هذا، نتيجة الرؤيا الثاقبة البعيدة المدى التي يملكها الرئيس عون، وهي لم تخطئ يوماً، لانه يبني على الاحداث في الحاضر، متسلحاً بالمسار التاريخي لهذه الاحداث، ليبني عليها تصوّره للمستقبل.
العبارات التي يطلقها التيار الوطني الحر ورئيسه الوزير جبران باسيل كما رئيس الجمهورية، تستند دائماً الى التجربة الصعبة التي مرّ بها التيار ولكن تعمّد خلالها بالنار، وهو الذي حمل كرة النار، حين تخلّى الجميع عن مسؤولياتهم الوطنية وانكفأوا حفاظاً على مصالحهم الضيقة، ليأخذ الرئيس العماد عون على عاتقه قضية إنقاذ اللبنانيين في العام 1988، وكما بالامس كذلك اليوم، يستمر رئيسا في قصر بعبدا، بتلقف كرة النار هذه، لأن ثقة شعب لبنان العظيم به ما زالت قوية لا بل زادت، بعدما نقل شعبه في أخطر المراحل التي مرّ بها لبنان، بأمان بين الازمات الكبيرة، فجنّبهم الاسوأ وحمى لبنان من الاندثار.
إنّ الشعارات التي نسمعها في الفترة الاخيرة، وبخاصة خلال اليومين الماضيين، أثناء جلسات اعطاء الثقة للحكومة، أعادت لناشطي التيار الوطني الحر وجمهوره الذكريات، فقد لفت النائب اللواء جميل السيد خلال كلمته في الجلسة الى ان “لبنان منهوب وليس مكسوراً” وهي عبارة أطلقها الرئيس ميشال عون من المنفى في اواخر التسعينات وكررها بعد العام 2000، ولو سمع منه الحكام حينها لما كنا وصلنا الى هذا الدرك في الوضع الاقتصادي واستشراء الفساد على نطاق واسع، وبالامس وعلى رغم انتقاد الجميع خطوة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل على مبادرته بعد تشكيل الحكومة، باستحصاله على تواقيع استقالة وزراء التيار المسبقة، في حال لم ينجزوا خلال 3 أشهر، يعلن اليوم كثير من النواب والوزراء ان امام الحكومة فترة 3 أشهر لتنقذ الوضع والا ستقع الكارثة، وقبل ذلك خاضت القوات اللبنانية معركتها الانتخابية بشعارات الجمهورية القوية ولبنان القوي، المستقاة من صلب مبادئ التيار وفكره منذ عشرات السنين، في حين شدّد أمس رئيس الحكومة سعد الحريري خلال احياء مناسبة استشهاد رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في ذكرى 14 شباط ، على “أن في كل تاريخنا، ليست على أيدينا نقطة دم، لكننا دفعنا دما من خيرة رموزنا وشبابنا. لم نتعاط بالسلاح، ولا فتحنا مراكز تدريب للمسلحين، لكن فتحنا الباب لأكثر من أربعين ألف شاب وشابة، أقاموا أكبر جيش للخريجين من كل لبنان ومن كل جامعات العالم..” وهي عبارة تشبه العبارة الشهيرة التي يردّدها الرئيس عون منذ عشرات السنين بأننا في التيار الوطني الحر، ” لا نحمل عمولة في جيوبنا ولا عمالة في رؤوسنا، ولا جرائم اغتيال تثقل ضميرنا “.
في المحصلة، تسعى جميع القوى السياسية الى التشبّه بالتيار الوطني الحر وبالرئيس عون، لتجربته الرائدة في النضال وفي السياسة، وهذا يسرّنا ولا يحبطنا، لأنه سيصب بالنهاية لصالح الوطن، عسى أن توقف الطبقة السياسية المكابرة وتعترف بصحّة أفكارنا، فتوقف عرقلتها لمشاريع التيار الوطني الحر وبرامجه، لنعمل معاً لأجل النهوض بلبنان، فنختصر بذلك المعاناة على شعبنا ونوفّر الوقت وهدر الطاقة على وطننا.