التطور المُريب، فهو عودة فريق حزبي الكتائب والقوات الى عصر الميليشيات ولغة الحرب الأهلية والتهديد بالشارع والسلاح وتكسير الأرجل والقتل تيمُناً بثقافة «السيف والمنشار» وهم أنفسهم يحاضرون ليل نهار بحصر السلاح بالدولة ومؤسساتها الشرعية! علماً أن سلاح المقاومة الذي يتلاقون مع «إسرائيل» في استهدافه لم يخرج عن إطار وظيفته الرئيسية بردع العدوّين الإسرائيلي والإرهابي ولم يتحول يوماً الى الداخل، بعكس سلاح الميليشيات و»الذبح على الهوية» الذي كانت الكتائب والقوات أبرز أركانه.
وقد بدا واضحاً الاستقواء والاستعراض الكتائبي – القواتي متزامناً مع الحراك السياسي والاستعراض الإعلامي الأميركي السعودي والقوطبة على زيارة ظريف وعروض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
وإن كان السجال بدأ بين النائب نواف الموسوي والنائبين سامي ونديم الجميل في المجلس النيابي فلماذا نقلت الكتائب الصراع الى الشارع؟ هل هناك ما يفسّر ذلك سوى توتير الأجواء وتجييش الشارع المسيحي ضد التيار الوطني الحر وتعويم «الشعبية الكتائبية» المنهارة كما أظهرت الانتخابات النيابية الأخيرة؟
وفيما احتشد مناصرو الكتائب في ساحة ساسين مطلقين الشتائم ومستحضرين شعارات الحرب الأهلية، هدد النائب نديم الجميّل بحمل السلاح للوقوف في وجه الطرف الآخر، بينما هدّد نائب القوات عماد واكيم، بتكسير الأرجل قائلاً: «اللي بعربش على حيطنا منكسرلو إجرو، وما يشوفونا بمجلس النواب بالبدلات والكرافتات فنحن وقت السلم قوات ووقت الحرب قوات».
ألا تُعتبر هذه اللغة تهديداً للسلم الأهلي والأمن القومي والوحدة الوطنية، وبالتالي ألا تستدعي تحركاً سريعاً من المجلس النيابي ورئيسه لرفع الحصانة عن النائبين نديم الجميل وعماد واكيم وإحالتهما الى القضاء للمحاكمة؟
وردّ النائب الموسوي على واكيم قائلاً: «على من قال إنه «سيكسر رجلنا»: مقاومتنا عزّتنا وشرفنا ومن يتطاول عليها سنكسر رقبته».
وتفاعل السجال ليلاً فعاد واكيم وردّ على الموسوي في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي قائلاً: «ما تعربش على حيطنا ما منكسر إجرك وبهل حالة فشر حدا يكسر رقبتنا».
وكان السجال اندلع على خلفية تعرّض سامي الجميل في مداخلته لحزب الله متهماً إياه بأنه «يتحكّم باللعبة السياسية ويفرض خياراته»، ومصوّباً على الوزير جبران باسيل، فردّ الموسوي قائلاً «المقاومة تشرّف كل لبناني وشرف أن يكون الرئيس ميشال عون وصل ببندقية المقاومة وليس بالدبابة الإسرائيلية». فتدخل نديم الجميل قائلاً «انتو رشيتو رز على الدبابة الإسرائيلية ما بقا حدا يهتنا بالدبابة الإسرائيلية». عندها طلب الرئيس بري منهما السكوت… فأكمل سامي الجميل كلمته بالقول: أنا رح احفظ شغلة وحدة انو قلت انو الرئيس عون وصل الى بعبدا بسلاح حزب الله.. وعلى كل حال ما بظن ان الرئيس عون ولا التيار الوطني الحر بيرضوا بهالشي».
-البناء-