أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


حوّلوا المتن الشمالي الى امارة خاصة يحكمونها منذ أربعين عاما..فماذا قدّموا للمتنيين؟- نسيم بو سمرا

ننتظر الساعة التي سيعلن فيها حزب الكتائب افلاسه لنشارك في تصفية ليس فقط املاكه بل فكره

***

حين تقترب الشركة من الافلاس النهائي، تبدأ باتخاذ اجراءات استثنائية لعلّها تنقذ نفسها وتعيد تصحيح مسارها، الا ان افلاس شركة الشيخ سامي الحزبية، بات وشيكا وهو غير قابل للتصحيح، ولذلك نرى كل هذا الصراخ اليوم اللامنطقي والهجومات على الحكومة قبل ان تنطلق حتى، وبخاصة استهدافهم لوزير البيئة القوي فادي جريصاتي الذي مرّ على استلامه الوزارة 24 ساعة فقط ولم يتمكن بعد من الاطلاع على الملفات، غير انه بسبب ديناميته ونيّته العمل لحل مشكلة النفايات المزمنة، بدأ بجولة على مطمر النفايات في برج حمود، للاطلاع على هذه المشكلة عن كثب.

ولكن لا ينتظر ممّن تسببوا اساسا بمشكلة النفايات، في المتن الشمالي، برفضهم طمرها بشكل صحي، أن يفسحوا المجال للاصلاحيين بالعمل، فهذه الحملات التي بدأوها قبل “طلوع الضو”، اصبحت اهدافها مكشوفة، ويا ليتهم نقلوا الواقع كما هو، بل زوّروا كلام الوزير فادي جريصاتي فأضافوا عليه كلمة ليغيروا معناه، وبالتالي ليصبح بين يديهم مادة يتاجرون فيها للحصول على مكاسب سياسية، فهم يعملون بالسياسة كما يتصرفون في شركاتهم الخاصة، والتي هي بالمناسبة فاشلة ايضاً، فيبنون معملا للنفايات في بكفيا وهو في كل الاحوال لا يستوعب ربما نصف نفايات بكفيا، وينقلون الباقي الى البقاع للمعالجة، في حين انهم حولوا المتن الى امارة خاصة مرّ على حكمها من قبلهم ما يزيد عن الاربعين عاما، فماذا قدّم هؤلاء التجار للمتنيين؟ ليأتوا بعدها وينظّروا على اللبنانيين عن كيفية حل مشكلة النفايات في كل لبنان وهم الذين حوّلوا على عهد الرئيس السابق امين الجميل، شاطئ المتن الشمالي الى مجرور، حرموا جراءه المتنيين من شاطئ سياحي كان يمكن ان يكون الاجمل في لبنان، ففضلوا بدل ذلك توزيع الملك العام كحصص على المحاسيب وهي صفقة تمّت في منتصف الثمانينات وما زالت رائحة الصفقات تفوح منها حتى اليوم، اما نحن فقدّمنا حلولا نموذجية للنفايات، تنتظر وقف المتاجرة بهذا الملف، لنطلق الحلول المستدامة في النفايات وفي كافة الملفات البيئية المزمنة.

اما اللبنانيين فينتظرون الساعة التي سيعلن فيها حزب الكتائب افلاسه ليشاركوا في تصفية ليس فقط املاكه بل ايضا فكره الذي اضعف لبنان طوال خمسين سنة، وأوصله الى حرب، أوقفت تقدمه وازدهاره ودمرت انسانه لا فقط الحجر فيه، وهي افكار سمّمت الحياة السياسية في لبنان منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا، مثل مقولة “قوة لبنان بضعفه” السخيفة، والتي استبدلناها نحن بشعار “قوة لبنان من قوة اللبنانيين”، الا ان تأثير هذه الافكار المدمرة للوطن، بات اليوم معدوماً، وهذا ما اثبتته الارقام الكارثية التي حصل عليها نواب حزب الكتائب ليصل عدد منهم على الندوة البرلمانية، يعدون على اصابع اليد الواحدة، في حين ان هؤلاء الورثة قضوا على ما تبقى من حزب الاستغلال لا “الاستقلال”، كما يحلوا لسامي وجماعته تسميته.