مع ارتفاع وتيرة الأنباء حول نقل إرهابيي «إدلب» لمواد كيميائية باتجاه جسر الشغور بالتعاون مع منظمة «الخوذ البيضاء»، كثف الجيش السوري عملياته العسكرية شمالاً، وأحبط المزيد من محاولات التسلل صوب نقاطه العسكرية.
مصدر إعلامي كشف لـ«الوطن»، أن وحدات من الجيش العاملة في ريف إدلب، تصدت لمجموعات إرهابية حاولت التسلل من «المنزوعة السلاح» باتجاه نقاط عسكرية على محور الهبيط والسكيك للاعتداء عليها، واستهدفتها بالصواريخ والرشاشات الثقيلة والمتوسطة، ما أدى إلى مقتل وجرح العديد من الإرهابيين وتدمير عتادهم الحربي.
ورداً على هذه الخروقات، دك الجيش بالمدفعية مواقع وتجمعات «النصرة» وحركة آلياتهم في محيط الضهرة العالية وشرق مورك ومكب مورك والصخر والزكاة وحصرايا واللطامنة وكفرزيتا بريف حماة الشمالي، وفي الحويجة والحواش والسرمانية بسهل الغاب الغربي، ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين وتدمير آلياتهم.
كما دك الجيش بالمدفعية مواقع ونقاطاً لـ«النصرة» وميليشياتها في الزيارة والقصابية بريف حماة الشمالي الغربي، وفي الهبيط وسكيك وجنوب تل سكيك وادي حوير بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين.
من جهتها قالت مصادر إعلامية معارضة: إن الجيش استهدف مواقع «مسلحي المعارضة» في قرية خلصة في القطاع الجنوبي من ريف حلب.
من جانبها نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن «مصادر خاصة في إدلب» أن مسلحي «هيئة تحرير الشام» التي يتخذها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي واجهة له في الشمال السوري، قاموا بنقل عدة أسطوانات تحوي غاز الكلور من أحد المقرات التابعة لتنظيم «الحزب التركستاني» من الصينيين، في مدينة جسر الشغور بعد منتصف ليل الجمعة السبت باتجاه بلدة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي.
وأشارت المصادر إلى أن نقل الأسطوانات تم بواسطة سيارتي إسعاف تعودان لتنظيم «الخوذ البيضاء»، وبإشراف ثلاثة خبراء أجانب من الجنسيتين البريطانية والبلجيكية، موضحة أنه تم تخزين هذه الأسطوانات في «خزان تبريد» بخان شيخون، وهي برادات تجارية تستخدم لحفظ الخضروات والفواكه في أحد أحياء البلدة.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أشارت الخميس الماضي إلى قلق موسكو، لعدم تخلي الإرهابيين عن محاولات الاستفزاز باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
على صعيد مواز، وتزامناً مع الأنباء التي تحدثت عن انشقاق وفرار القياديين البارزين في تنظيم «هيئة تحرير الشام» المدعو«أبو مالك التلي أمير جبهة النصرة سابقاً في القلمون، والقاضي الشرعي في تنظيم «تحرير الشام» المدعو «أبو اليقظان المصري»، بسبب خلافات بين قادة التنظيمات الإرهابية، أفادت تقارير إعلامية، بأن وفداً عسكرياً أمنياً تركياً أجرى محادثات في العاصمة الروسية موسكو مؤخراً، لبحث خطوات مشتركة في محافظة إدلب شمال، وسط توقعات بعملية عسكرية مشتركة يعتزم الجانبان تنفيذها ضد جبهة النصرة.
وحسبما نقل التقرير عن مصادر روسية مطلعة، فإن موسكو تعمل مع أنقرة على تهيئة الأجواء لإطلاق عملية عسكرية مشتركة في إدلب، مرجحة أن يكون الطرفان يعملان على مناقشة التفاصيل العسكرية والفنية للعملية خلال وجود الوفد العسكري الأمني في موسكو.
-الوطن السورية-