أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الصراف ابتدع للحفاظ على المال العام وسيزار أعدّ أنظف ملف نفطيّ بأكثر شفافية ممكنة

شكرا سيزار ويعقوب-غسان سعود

***

المهنئون بالوزراء الجدد كثر، لكن بين الوزراء المغادرين من يستحق التهنئة أيضاً؛ أقله سيزار أبو خليل ويعقوب الصراف. وأسباب التهنئة لهذين الرجلين بالذات كثيرة؛ أولا لأنهما يخرجان نظيفين دون التلوث بشبهة فساد أقله؛ حتى الـ”شبهة” يستحيل تسجيلها عليهما. وإذا كان يعقوب رياض غنيّ عن التعريف فيما خص ابتداع الوسائل للحفاظ على المال العام كما لم يفعل أي مسؤول من قبل، فإن تاريخ “الدفاع” سيسجل أن وزيراً دخل وخرج دون أن يطلب لنفسه أي خدمات انتخابية أو سياسية أو غيره.

أما سيزار فأعد أنظف ملف نفطيّ بأكثر شفافية ممكنة بشهادة المراجع الدولية المختصة، لا فلان وعلتان من جهابذة التغريد الفارغ. وهو تحمل منذ دخوله الوزارة أبشع وأقسى وأعته حملة تشويه وكذب وتضليل، لكنه لم ييأس رغم ضغط الأكاذيب أو يستسلم للمافيات المتعددة أو يخضع للابتزاز المتواصل. من يريدون شراء الكهرباء من سوريا لمدى الحياة بـ 13 سنتا كان لديهم كل الوسائل الدعائية الكاذبة للتحريض ضد شراء الكهرباء نفسها من البحر بـ 11 سنتا ليس لمدى الحياة إنما لحين بناء المعامل، ومن يستفيدون من مافيات المولدات كان لديهم كل الوسائل الدعائية الكاذبة للتحريض ضد المعامل والوزير كل من يؤيدهما. مافيا المقاولين والمتعهدين الذين اعتادوا رشوة الوزراء لتضخيم فواتيرهم، ومافيا أصحاب السيترنات الذين يعارضون السدود تمسكاً بالسيترنات، ومافيا المياومين الذين حاولوا منع الوزير من دخول وزارته، ومافيا المولدات طبعاً، ومافيا تحويل مجاري الأنهر إلى مكبات للردميات وغيرهم وغيرهم، فوق الأرض وتحتها، هجموا بالتضامن والتكافل على أبي خليل لكن الأخير حافظ دوماً على ابتسامته و”المحاضرات”، مجيباً بالأرقام العلمية على كل حفلات التضليل. ويكفي في هذا السياق الإشارة إلى حرص سيزار على تضمين موازنة وزارته مبالغ صغيرة لإنشاء الخزانات حيث يمكنه ذلك حتى يتمكن أخيراً من إجراء مناقصة لأهم الشركات في العالم من أجل تخزين النفط في لبنان، مواصلاً حتى اللحظة الأخيرة من توليه مسؤولياته العمل مع الجانب المصري لاستجرار الغاز. يستحق سيزار التهنئة للصمود الأسطوري في وجه الأكاذيب من جهة، وخروجه من “الطاقة” دون التلوث بشبهة فساد أقله حيث لم يتمكن كل المتربصين به من إيجاد أي ممسك عليه مهما كان صغيراً. وعليه يستحق كل من أبي خليل والصراف التهنئة.