وسط معطيات سياسية مهمة، فرضها التأكيد الروسي على ضرورة مواصلة محاربة الإرهاب في إدلب، وسع الجيش دائرة عملياته العسكرية ضد المجموعات الإرهابية في ريف حماة الشمالي رداً على الخروقات المستمرة والتي كان أخطرها ما جرى في محيط منطقة أبو الضهور أول من أمس.
وبين مصدر إعلامي لـ«الوطن» أن الجيش تصدى صباح أمس لمجموعات ترفع شارات تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي تسللت من «المنزوعة السلاح» باتجاه نقاط عسكرية في تل بزام وقصفتها بالصواريخ من دون وقوع إصابات بين حاميتها. كما تصدت وحدات الجيش العاملة في ريف إدلب لمجموعات إرهابية تسللت من «المنزوعة السلاح» باتجاه نقاطها على محاور جرجناز وسكيك والخوين، وتعاملت معها بالأسلحة المناسبة وقتلت العديد من أفرادها وجرحت آخرين.
وكانت مصادر إعلامية «معارضة» قالت إن هجوماً «انغماسياً» نفذته «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«النصرة» بعد منتصف ليل الثلاثاء على مواقع الجيش في محور أبو القميص في منطقة أبو الضهور ضمن القطاع الشرقي من ريف إدلب، كما دارت اشتباكات امتدت لما بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء بين الجيش والميليشيات على محاور الملاح والكاستيلو بريف حلب الغربي.
في المقابل أكدت وكالة «سانا» أن الجيش تصدى للهجوم الذي شاركت فيه «النصرة» وحلفاؤها في تنظيمي «حراس الدين» و«أجناد القوقاز» الإرهابيين.
التطورات الميدانية وتكثيف العمليات الإرهابية شمالاً، توازت مع تصريحات لافتة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدت رداً على الأطماع التركية بخصوص إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة». وقال بوتين عقب القمة التي جمعته مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في موسكو أمس: «يجب علينا مع شركائنا الأتراك المثابرة على احترام الشؤون الأمنية».
وأكد بوتين أن الأتراك يتبنون كل الجهود لتنفيذ اتفاق إدلب «لكن للأسف لا تزال هناك مشاكل كثيرة»، مشيراً إلى اتفاق الجانبين «حول تنسيق العمل في الفترة المقبلة وقام وزيرا الدفاع في البلدين بمشاورات إضافية ويسعيان لتبني إجراءات إضافية»، وتابع: «علينا مواصلة مواجهة الإرهاب في أي مكان بما في ذلك في إدلب». بوتين الذي رحب بالحوار بين دمشق والأكراد، معتبراً أنه لمصلحة سورية والمصالحة الوطنية فيها، لفت إلى أن الانسحاب الأميركي سيكون إيجابياً لسورية والمنطقة.
في المقابل أكد أردوغان أن اللقاءات المتعلقة بإقامة «منطقة آمنة» ما زالت مستمرة بين بلاده وروسيا، وتابع: «فيما يتعلق بمسافة 25 أو 30 كيلو متراً ليس لدينا أي مشاكل مع روسيا لأن هذه المناطق سيتم تطهيرها من الإرهابيين، وبعد ذلك الجهات المعنية في البلدين سواء وزارة الخارجية أو وزارة الدفاع ستعملان للحفاظ على هذه المسألة»، الأمر الذي دفع الرئيس الروسي للتدخل والتوضيح أن «الحديث يدور عن وثيقة عام 1998، (أي اتفاق أضنة بين أنقرة ودمشق)، التي تنص على مجابهة الإرهاب وتوفير الأمن في الأراضي الجنوبية التركية وهذا السؤال كان مطروحاً على طاولة المفاوضات».
-الوطن السورية-