أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الأخ عمانوئيل: قراءة الواقع شي والتفاؤل والرجاء المسيحي شي تاني..

– نجاح الراهب والكاهن مش بخدماتو وبشو بيعمل؟؟ بشو هوّي؟؟ والاّ القديسة رفقا شو عِملِت..!!
– قوة الأم تريزيا مش بشخصا، قوتا بالصلا امام القربان!!

***

مقتطف من العظة الشهرية للأخ عمانوئيل في دير القديسة فيرونيكا جولياني – القصيبة، وموضوعها “الدعوة والحياة الرهبانية”: (كانون الثاني 2019)

أخوتي الأحباء، موضوعنا حاجة ماسّة للجميع، لأنو مسيحيتنا مش “أنا”، وبسوع ما علّمنا قول “يا بيّي بالسما”، قال: أبانا..

الكنيسة يعني جماعة، مش شخص.. والله واحد لكنّو ثالوث، ثلاثة… ولما بِفهَم الكنيسة كجسد، (جسد المسيح السرّي) وكلنا أعضاء، رح حسّ إنّو موضوع “الدعوة  والحياة الرهبانية” رح تطالني… لأنّو إذا جسد المسيح يللي مركّب من 3 دعوات:

1) دعوة الى الزواج، وتطال السواد الأعظم من المؤمنين..
2) دعوة خدمة الكنيسة، وهم الإكليروس..
3) دعوة الحياة الرهبانية..

وأسمى الحالات هي الحياة الرهبانية، وحتى المَجمع الفاتيكاني الثاني، بالدستور العقائدي “نور الأمم” وبقرار مَجمَعي خاص بالحياة الرهبانية، “المحبة الكاملة”، لأنو الكمال المطلوب بالإنجيل منّا كلنا، ومطلوب يشعّ بشكل مميّز ومُنير لكل جسم الكنيسة، من خلال المُكرّسين، ومن خلال الرهبان.

الخوري آرس

القديس آرس كان يقول: “الرعية اللي كاهنا قديس، بِتكون رعية صالحة. الرعية اللي كاهنا صالح، بِتكون رعية مقبولة، الرعية اللي كاهنا مقبول، بِتكون رعية ضعيفة، والرعية اللي كاهنا ضعيف، الله يستر..“.

هالكلام فينا نطبقو على الكنيسة، الكنيسة إذا حالة الحياة الرهبانية فِيا كاملة، كنيسة بحالة جيدة. وإذا الحياة الرهبانية بحالة جيدة، الكنيسة وسط. وإذا الحياة الرهبانية وَسَط، الكنيسة ضعيفة. وإذا الحياة الرهبانية ضعيفة الله يستر..

الأزمة

شاهد الفيديو (إضغط هنا)

والحياة الرهبانية اليوم، متل كل جسم الكنيسة بأزمة هي أيضاً. من هَيك الرب يسوع حِكي كتير بالإنجيل عن الصلاة، بإحدى المرات قال: “الحصاد كثير والفَعَلة قليلون، صلّوا لرب الحصاد ليُرسل فَعَلة الى حصاده“.

يعني متل الجيش، يللي المُشاة يللي بِقولو، إذا عَم يِحكو عن الطيران: “نحنا ما خَصنا. ما الطيران رح يخلصك بالمعركة. أو إذا شخص من المشاة بِقول، بس يكون الحديث عن المدفعية والدبابات، “أنا ما خَصني”!!

بس يا حبيبي إذا بدّك تفوت بمعركة، انتا كمشاة.. إذا ما عندك جسم دبابات، ومدفعية ما رح تِربح..

بقول المَجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، إنّو حياة الرهبان بحدّ ذاتا، هيي رمز للخُيور المستقبلية، ويعني من خلالها الناس بَدها تشوف من خلال تجرّدهم، ونذورُن: الفقر والطاعة والعفّة، وخاصةً العفة بكل الحياة، يللي ما في أي ديانة تُوصي فيها، أو بِتشوفها شي إيجابي.. عَم تفَرجي امام ناس ضايعة أو مشككة أو إيمانها ضعيف.. عَم يِجي أشخاص يبلشو يعيشو وكأنُّن منُّن بحاجة لكل ملذات هالأرض، مش عن ضعف أو عِقدة، بل عن رمز للخُيور المستقبلية، وبيِرجعو يحطّو علامة إستفهام بقلب كل شخص لمّا بيِلتقا فيُن على مبادئو وأولوياتو بالحياة..

يمكن البعض بِقول: أف، شو سَلبيين انتو بالقصيبة… العذراء مريم بظهوراتها عَم تقول: الكنيسة بأزمة. البابوات كلُّن من 1900 لليوم بِقولو “الكنيسة بأزمة”. ومش بأزمة عادية، بأزمة كبيرة..

يللي بدّو يشوف كلشي تفاؤل رغم كلشي.. هيدا عَم يضلنا.. بدنا نشوف الواقع المقلق للبشرية والكنيسة، ونعيش بالرجاء المسيحي، وهيدا هوّي التفاؤل الحقيقي.. إنّو إيه في أزمة، بس أنا مع الأقوى، أنا مع اللي يحلّ الأزمة، أنا مع الإله وأم الإله، ومع القديسين، ومع كنيسة السما الظافرة.. ونتجيّش للصلاة وللإماتة وللقداسة، حتى نِخلق تفاؤل ورجاء حقيقي للبشرية مش مزيّف.

اليوم الرهبنيات هي في أزمة عددية ونوعية. يمكن نحنا بلبنان أحسن من غيرنا، والفضل أكيد لهالرهبنات اللي أساسها متين جداً.. وللقديسين يللي ربنا طَلعلنا ياهُن بهالزمن. مار شربل. القديسة رفقا، ونعمة الله الحريديني. والأخ اسطفان.. لأنّو كانو ركائز بثبات المسيحية بلبنان، وبإيمانُن.

وفي أزمة نوعية، لأنو مفهوم الرهبانية اليوم دخلتو مفاهيم مبَينّة براقّة، بس فارغة ومفَوشفشِة.. مش عَم تجيب نتائج..

الراهب

مينو الراهب..؟؟ الراهب بحسب تاريخ الرهبانيات كلها سوا، بدأت مع مار أنطونيوس الكبير، وربنا رِجِع كشَفلو حتى يحفظو بالتواضع، إنّو في واحد بلش قبلو، هوي القديس “مار باولا – بولا”..

القديسان مار أنطونيوس ومار بولا

بالحياة الرهبانية اللي بدأت منذ البداية، مع مار أنطونيوس الكبير، ومار باسيليوس ، ومار باخوميوس، ومار مارون، ومار مبارك بالغرب.. كل حياة الرهبانية هي حياة زهد وتخلّي، وصلاة، مش هروباً من العالم، بل للصلاة للعالم والإتحاد بالله.. ومن دون هالميزات، ما فينا نقول هيدا راهب..

واليوم واحدة من الأخطار على الحياة الرهبانية، مع تحولها الى حياة جماعية ووصولها الى اليوم بالألف الثاني.. بدأ يدخلها تقديم الخدمات.. وصار في بالحياة الرهبانية في:

  • خدمة العلم بانشاء المدارس والجامعات..
  • خدمة المستشفيات..
  • خدمة المساعدات..

بالأصل هالخدمات ما كانت موجودة، ولكن فَرضُن واقع.. وما حدا بيِسمَح لحالو يدين حدا.. ولكن بدّو يضل في جرس ناقوس خطر، حتى ما الواقع يجرّ لترك الهوية الرهبانية، أو إضعافا…

وللأسف اليوم صار كأنو الراهب مقياسو بنجاحو بالخدمات.. هيدا مش خطأ هيدا خروج عن الطريق الصحيح… وللأسف بالكنيسة البعض يقول: لشو الراهبات اللي ما بيشتغلو وما بِساعدو الناس.. شو فضلُن؟؟؟

فاذن شو فضل مار شربل؟؟ ربنا جاوَبُن..؟؟ 

ما بعرِف إذا كان بِقي بلبنان مسيحيي، لو ما العدرا ومار شربل والقديسة رفقا؟؟ وشو فضل القديسة رفقا..!!

اليوم ليه عَم تركض عليُن الناس؟؟ لأنو كانو رهبان عن حَق وحقيقة.. أنا صَرلي إنشأ على يد رهبنة مار شربل، الرهبنة اللبنانية المارونية، عَ إيد رئيس عام الآباتي الجلخ، وما كان يردّد الاّ شَغلِة وحدي: “الراهب الحقيقي، مش بشو بيعمل؟؟ بشو هوّي؟؟ بكيانو.. بهوّي شو صار؟؟ شو بعدان بجيب نتائج وبأي حقل معيّن، المسألة تتعلق من فيض كيانو المتحّد بالله، ولأنو نِضِف من روح العالم تأتيه كل النتائج.. وربنا بعَتلنا قديسة راهبة عَصرية، ورَهبنة خَدماتية، الأم تريزيا دي كلكوتا..

لما التقلت الأم تريزيا، بمطران اليوم هوّي كاردينال كوماستري، المسؤول عن بازيليك مار بطرس.. هوّي لما وِصلِت الأم تريزا عَ الفاتيكان، ركض لعندا حتى يِقعُد معا شوي..

أوّل شي قالتلو: قديه بتصلّي؟؟  قديه بتِقعد قدام القربان المقدس…؟؟؟ قلها: كنت متوقّع من الكل يسألوني هيك الاّ إنتي.. كنت متوقّع تسأليني، قديه عَم ساعد الفقرا، وإركض للمشردين..؟؟

قالتلو: ليه بفكرك أنا بِقدِر ساعِد الفقرا، إذا ما بمَلّي من يسوع كل يوم، قدام القربان؟؟ من وَين بدّي جيب طاقة الحب يللي بَدها تِقلُب هالأشخاص، وتَعطيني الثبات سنين ورا سنين..!! وخَبرتّو عن حادثة صارت، عن شخص طالعا ريحتو مدَّود عَ الطريق، وما حدا يِستَرجي يِقلبو.. وكيف هِيّي كمان مِعدِتا نَفرِت كلها سوا، وما قِدْرِت تقَرِّب منّو..

شو عملِت؟؟

راحِت قدام القربان، تلات أرباع الساعة – ساعة، عبّت.. وإجت حِملتو وباسِتو وأخدِتو..

إذا أردت ان تكون كاملاً إذهب وبِعْ كل ما لديك، اعطه للفقراء وتعال واتبعني.. بيرجع ربنا بيجذب النفس الى الصحراء، وهونيك بيِحكيها بقَلبا.. حتى القديسة فيرونيكا جولياني، يللي رَبنا من صغرها ربنا داعِيها.. بِتقول: لما بيّا من بعد كل أخوتها عِملو راهبات، صمّم ما بدّو يخليّها تكون راهبة، وصار غَصبِن عنا بسلطان الأبوة، ياخدا الى الحفلات والسهرات، صارت تقول: “صار صوت الله بلش يخفّ بقلبي..”. وكل ما صوت الله يخفّ بسبب الأمور العالمية، كنت أرتعب.. وأوقات لدرجة إنّو اترك الحَفلة بنصّا، وروح نبّش وين فيشي صورة أو صليب ♱ حتى أركع قدامُن..

قبل كل شيء، الراهب بدّو يعتزل كل شيء متل مار أنطونيوس الكبير، ولازم يعتِزل خارجياً وداخلياً.. بدّو ينض̮ܱف حالو خلال الإبتداء وكل مسيرتو، من كل تعلّق بشري، ومن كل رواسب حب العالم بقَلبو.. لأنو كل شيء تحت السماء باطل ما عدى محبة ومخافة الله..

الراهب بدّو يصير مِكتفي بالله ومتحّد فيه، وبِصير يحلّ مشاكل الناس بصَلاتو.. وهالشي اللي بيِجذُب الناس. وهالشي اللي عَم يطلّع الناس عَ عِنايا..

بِقولو: طيّب هيدا متل اللي جايي لعند الله، لأنو بحاجة، مش حباً بِ الله.. ما كلّو بالإنجيل بلش هيك.. قلال اللي إجو حباً بالله. كلّو بلش شفاه وازاد إيمانو.. وصار يخبّر.. وتغيّرت حياتو.. لا بل هيدا ضمن التَكتيك الإلهي..

بِقول مار بولس: إن قوة تبشيرنا ما كانت بتنميق الكلام، بل بفعل الروح القدس.

فعل الروح القدس، يعني إنسان مِليان من الله، ومن المحبة والسلام والترفّع لدرجة بيِنجذبو الناس إلو، حتى يقولو: “ما شفنا هيك”.

أحد المُلحدين، سمع عن خوري آرس بفرنسا، عَم يِقلُب الناس كلها سوا.. قال: بدّي روح أنا حتى شوفو، حتى إنتقدو وإكتب بالجرايد ضدّو.. وعمِل سفرة طويلة عريضة.. رِجِع مؤمن..!!

اصحابو الملحدين، ندَوخو.. قالولو: شو قلّك فهّمنا؟ قلُّن: ما حكيت معو، وما حكي معي.. ما قلي ولا كلمة عن الله.. لكني رأيت الله في إنسان..

مار فرنسيس، مرّة أخد معو أخوين، وقلّن بدنا نبشّر بالضيع.. راحو وبَرَمو ومِشيو وصلّو.. ورِجعو وما حِكيو ولا كلمة.. قالولو: ما بشرّنا.. !!!

قلُّن: بشرّنا وخلّصنا..

وشوي ما شافو، غير كذا شخص جايين بدُّن يِترَّهبو ويِمشو وراهُن..

الهوية

أخوتي هوية الراهب، مش بما يعمل، ولا بما يقول.. الراهب هو رجل الله، يعني منّو رجل العالم… والمسيح لمّا إجو لعندو أخوة متقاتلين أخوة.. ما فات معُن بحلّ الأمور والقسمِة.. قلُّن: إحذروا الطمع.. وبس قلُّن إحذروا الطمع شافو إنسان متجرّد، وما عندو محل ينامْ..

هوية الراهب، بأول مرحلة، الصلاة. الراهب الحقيقي مش معقول، ما يكون رجل صلاة. لازم يصير كيانو رجل صلاة. وأهم بكتير من زيادة الصلوات التعمّق.. بش متِل ما بِقولو البعض: أبانا وسلام مَعمولين منيح، أحسن من وردية.. لاق هيدا حكي فاضي..

بدّي إتعمّق بالصلاة، وبدّي كتِّر الصلاة.. سبع مرات في النهار سبّحتك يا ربي، يقول المزمور. وهالشي مِشي بالحياة الرهبانية.

مار شربل رجل صلاة. مار نعمة الله الحرديني رجل صلاة. بالفَرض الماروني بالشحيمة، بقول مار يعقوب السروجي: “ان الشيطان عدونا، يكره الصلاة، يُعرِقلها، يُشوِّشُها. يرذلها. يَصرُف عنها إن إستطاع. لا تُخيف الأعزل الرماح والسهام كما تُخيف الصلاة الشرير. فهو يَكرَه أن يراها لذلك يُحرّك في النفس أفكاراً غير حسنة. يُقلقُها بالإهتمام بأعمال مُختلفة، يصبُّ عَكَرَه على الفكر، لا يضعه يصفو حتى يُفسد نقاء الصلاة بأي حيلة. لا يُفارق المُصلّي يلازمه حتى يراه خارجاً من صلاته، يُقلقُه بالتفكير بأعمال العالم، ويجذبه إليه ويحمله وينطلق به.. (المهم توقفو صلا) من يَقوم للصلاة يقوم للعراك، لأن الشيطان قائم معه ليؤذيه. تلك عادةِ الشرير مع المُصلّي، يهاجمُه إن إستطاع وبكل الوسائل”.

ومار أنطونيوس الكبير الرمز للرهبنات في العالم وبَي الرَهبنيات، كان يقضي لياليه بالصلاة. وبس كان يبلِّش الصلاة يقوم الشيطان عليه بكل الطرق… بضجة وبحيوانات، بأفاعي، وبهجوم مباشر، وبضرب.. حتى وِصِل مرّة يقول لربنا: وين كنت؟؟ كيف تارِكني وَحدي..؟؟ قلّو يسوع: كنت حدّك. عَم إنظر جهادك يا أنطونيوس..

القديسة فيرونيكا، كانو الشياطين يقومو عليا، بس تبلّش تصلّي بقوة، لأنّو عَم تِنتِزع النفوس.. وصارت إمرأة صلاة..

مار يوحنا فم الذهب، يللي بِمثِّل كمطران، الكنيسة كإكليروس، وقت شَحَطوه عَ المَنفى، شو عِمِل؟؟ كتَب رسالة لمين..؟؟ لمار مارون..!! بقلّو، حَسبُنا وراحتنا بهالمنفى، انك عَم تصَليلنا..

البابوات، والبابا القديس يوحنا بولس الثاني، رِجِع وأكّد إنّو الحياة المُصليّة الرهبانية هي رئة الكنيسة، يللي تَعطي الحياة والهواء.. ويللي يُنقي الدم .. والبابا يوحنا بولس الثاني أوّل ما طلِع بابا، جاب 12 راهبة مُصليّة وعمِلُّن مركز صغير بالفاتيكان حتى يصلّولو ليل نهار..

وإذا منِقرا المقدمة الليتورجية، لدعوة الإكليروس والرهبان للفرض الرهباني، بِقولو إنّو: “الكاهن والراهب، واجِبُن الأوّل هو أن يصلّوا لله عن الشعب”. فإذا الراهب ما بدّو يكون رجل صلاة، مين بدّو يكون رجل صلاة..!!

القديس سان “فرنسوا دي سال” (Saint François de Sales) اللي يٌعتبر من أكتر القديسين والمطارين، وهو مؤسس رَهبنِة، يقول: لمّأ الراهب بدّو ياخود محل المطران. ويصير حلّال مشاكل، ويصير كل النهار يستقبل الناس بطّل راهب. ولمّا المطران بدّو يصير كل النهار راكِع عَم يصلّي، وما يستقبل الناس، بطّل مطران..

Franz_von_Sales

الراهب لازم بالسلام الموجود بداخلو، وبالتجرّد وشهادة الفقر يللي يَبُثها، لازم يِجذُب.. هيدي بشارته، وبَعدان بتِجي نِتفة كلمة، وغيرا..

لمّا بدعة “آريوس” انتشرت بقوة، وصار في خطر على الكنيسة الكاتوليكية، حتى الرعاة الكبار وِصلو يقتنعوا صح، ومش أتناسيوس وغيرو.. إحدى الوسائل اللي استعملها الروح القدس، الهم القديس اتناسيوس يِبعُت ورا مار انطونيوس الكبير، قلّو: طلاع من الصحراء، الكنيسة هلق بخطر.. تعا مشي بين الناس، وفَهمُّن الحقيقة.. وصارو من تِم لدَينِة.. وِصل أنطونيوس الكبير، يللي كانو يِمشو إيام حتى يوصَلولو بالصحراء.. صار يقلُّن: يا ولادي خلّيكُن بالإيمان الصحيح يللي عَم يقولو “اتناسيوس وكيرليوس.. هيدا الإيمان الصحيح..”، وقلب الموازين..

قلب الموازين بقوة وعظاتو..؟؟

شخص خِربان بيتو

إجا شخص لعندي عَم يشكي.. قلّي عندي آخر خَرطوشة هالسَفرة، والاّ بيِخرُب بيتي..!! قلتلّو: حبيبي، قبل ما  تسافر، مروق عَ قديسة فيرونيكا، وصلّي.. قلّا: وَفقيني بهالسَفرة أحسن ما يِخترِب بيتي، وحطّ رجاك فِيا، وشوف الصلاة شو بتِعمُل..!! وهيك عِمِل.. ورِجِع من سَفرتو فَرحتو لقَرعتو.. كلشي مَحلول.. وكلشي صَرلو سنين مش شهور مش عَم يِقدر يحلها..

مار شربل، بِقولو، إجو لعندو ناس عندُن مشكلة كبيري، عَم يِحكو معو، قلُّن: انا فايِت لعند يللي قادِر يحلّها.. فِهمو منّو إنّو فايِت قدام القربان..

اليوم البشرية بالمصاري بتِقدِر تحلّ كلشي إذا توفرّت مصاري، بس مين يحلّ مشكلتو وصحتو.. أو يردّ إبنو بالمصاري..!! لا بل اكتر من هيك بالكنيسة في خِدمة التقسيم وطر الأرواح الشريرة من الناس الممسوسين، أو مًصابَة بشعوذة أو كتيبة.. القديسين هنّي مقسمين دون إذن تقسيم.

مار أنطونيوس الكبير، وِصلو لدرجة الشياطين بس يشوفو مش يهامو.. يِهربو منّو.. بالفيلم المصري عن حياتو، راح القديس أنطونيوس الكبير عَم يفتّش عَ مار بولا.. ما يَعرِف وينو؟؟ شاف شيطان بالصحرا.. بس شافو ما هجم عليه.. خاف منّو.. جَبَرو بأمر الطاعة، قلو دِلني عَ منسكة “مار بولا”…

مار فرنسيس مرّة، طلبوi عَ ضيعة، في مرا ممسوس، ومش عَم يِقدِر ولا كاهن يحرّرها.. من تواضعو كان عَم يرفض.. بس أد ما شاف جوزا وولادا عَم يِبكو.. وبس فَتَحو باب البيت، طِلِع الشيطان منها قبل ما يصلّيلا.. هوّي حتى يحافظ على تواضعو، قلُّن غِشيتوني، وما فيشي وفَل..

الحياة الرهبانية، دعوة الى الكمال الى أقصاه، وقوتها بالراهب بتَنضيف ذاتو من الأنانية والكبرياء، وروح العالم.. ليه شو هيّي أعداء الإنسان الثلاثة بحسب كلمة الله: داعش وأميركا وإسرائيل..!! أم أعداء الإنسان التلاتة، هنّي: الشيطان، والعالم، والأنا، الجسد اللي فيه الخَطية..

الراهب اللي بدّو ينتصر على الأنا، بالطاعة… متِل ما يسوع قال: ما جئتُ لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني.. ومار شربل مثال الطاعة.. ما دام قلّو الريّس “لِمّ الحطب حتّآ نِتدفّى بالليل”.. حتى ما يِعمِل إرادتو، قلّو: من وَين؟؟  والحطب حَوليه بالحرش..

الراهب هوّي يللي بدّو ينتصر عَ روح العالم.. بالأصوام وبالُبعد عن الملذات.. مش الراهب اليوم يللي اليوم بِقولو: مِتلو متل الناس، حتى يجذب الناس.. عَ شو بدّو يِجذبُن؟؟ بشو تقدّسو القديسين؟؟ اليوم للأسف في مفهوم بيِنكبّ: لازم ناكول منيح، وننام منيح، حتى نِخدم الله منيح”.. هل هيدا اللي عِملو مار شربل..؟؟ هيدا اللي عِملو مار نعمة الله؟؟ هيدا اللي عِملتو القديسة رفقا..؟؟ هيدا اللي عِملو مار فرنسيس، يللي قلّو الحكيم: رَح تِعمى، إذا بِتضلّك تِبكي.. لأنو كان يِبكي عَ خطاياه، وخطايا البشرية، إنّو كيف الناس مش عَم تحبّ الله..!!

قلّو: بفضّل إفقد عيوني الجَسدية، وما عود شوف العالم والخطية، من إنو أفقد عيوني الروحية، يللي عَم يِتنقّو بهالبِكي..

القديسة تريزيا الأفيلية، عاشِت 17 سنة بجفاف، لدرجة إنّو شكّت بدعوتا.. بس كان عقلها راجِح ومُقتنع إنّو كلياً، إنّو هيدي أسمى دعوة.. وهيدي أسمى طريق فيِا تِخدُم الله.. فما كانت تتراجع رغم إنّو مش حاسّة بشي..

اليوم البعض يقول: الحياة الزوجية مِتلها مِتِل الحياة الرهبانية.. مِتلا فيك تِتقدّس فِيا، بس لا تُقارن؟؟ هيدا الشي مش حتى نشوف حالنا، هيدا بيِجعلنا أمام مسؤولية ندق عَ صدرنا اكتر المدعوين.. ويَعرفو شرف دعوتُن..

تقول العذراء مريم، بكتاب “ماريا دَغريدا” مجرّد شخص واحد مدعو من الروح القدس، مش من ذاتو يحقّق دعوتو، ويلبس الثوب.. السما كلها بِتهلّل فرح، وجهنم تستغيظ قيظاً وحقداً..

وبكتاب الأب دومينيكو موندروني (St Mondrone) المقسّم الشهير بروما، ويللي وضع خبرته بكتاب.. وكان الرب يسوع والعذراء مريم يُجبرون الممسوس يجاوِبو على أسئلة، وكان محور الأسئلة: شو أكتر شي بِتحبّ وأكتر شي بتكره..

قال الشياطين: هودي اللي يُسمّون أنفسهم “عرائس يسوع”، وبلفّو راسُن، وبِقمطولي حالُن، وبصيرو كل الليل والنهار، قاعدين مقابيل الخبزة البيضا، ويطَرطقولي عَ راسي… وبس يحطّو براسُن بدُّن يخلصو نفس، ما بِعود يحلّو عنّي.. وإذا ما زبطت معُن بزيدو أصوامُ ويتوسّلو لعريسُن، أد منُّن وقحات..

هيدي هيّي الحياة الرهبانية..

بالنهاية بدنا نقول متل ما علّمنا يسوع: صلّوا لرب الحصاد، ليُرسل فعلَة قديسين لحصاده.. لأنّو يللي بدّو يكون فاعِل، بدّو يكون أمين وقديس، وسهران، وبدّو يعرِف إنّو أعطيَ نعمة خاصة، وسيُحاسب محاسبة خاصة.. يعني الراهب ما في يقول: انا عَم صلّي، ما بيِقدِر يقيس حالو بعلماني.. العلماني يمكن أعطي 5 وزنات، انتا عندك 10 وزنات.. بدّك تأدّي عَ أدّ العشر وزنات.. وهالشي لنفسي، وأطلب منكم  الصلاة..

لما سألو الأم تريزيا، شو برأيك مستقبل الحياة الرهبانية بمقابلة عَ التلفزيون… قالت: بالقريب المنظور، أرى  مستقبل الرهبنة، برَهبنات عديدة وصغيرة، وجديدة، تعبّي بالمكان الموجوي فيه، الفراغ يللي خلّفو، أو قلّة عدد الرهبان بمناطق، أو قلّة نوعية الرهبان.

الحياة الرهبانية، مهما كنت شاطر لوحدي بالنسك، او شاطر بالرسالة.. إذا ما في محبة أخوية فاشلة.. وبالحياة الرهبانية المارونية مع النضج اللي مَرَقِت فيه، ما بقا يُسمح لناسك بالتنسّك عَ راسو… بدّو يكون عاش حياة دَيرية  لسنين لدرجة إنّو الرؤساء والمسؤولين شافو بطولة فضائلو، وشافو محبتو الأخوية وبالصبر وبتحمّل نقائص الآخرين، وبإعطاء المثل الصالح..

أكبر علامة هالشي القديس نعمة الله، يللي ما رِضي يِترك الدير عَ المنسكة، حتى يضلّ بين أخوتو، ويكون المثل الصالح والمحبة والسلام.. البعض يريد تصويره اليوم القديس نعمة الله كأنو بطل العِلم، وهوّي اللي علّم مار شربل.. غلط. الصورة غلط، هوّي بطل الفضيلة والمحبة الأخوية، وكِترة الدروس هيّي من الأمور الغريبة عَ الحياة الرهبانية، يللي صارِت اليوم مأخوذة عند كتار، متل كأنّها مبدأ لا يُستَغنى عنه.

الأخ إسطفان لا درس لاهوت وطِلِع قديس.. الرهبنة الكبوشية اللي مقدمة أكبر عدد من القيسين، اكثرهم رِهبان نص أميين.. مش يعني ضدّ العلم،ولكن العلم له حدودو، وإذا مش مَبني على الفضيلة خطر.. والعلم كلاهوت هوي للمدعوين للكهنوت. مش لكل الرهبان والراهبات.. متِل كأنّو ما فينا نوعظ الاّ إذا أخدنا دكتوراه.. والدكتوراه اللي اخدتها القديسة رفقا..!! والأخ إسطفان؟؟ ليه لو إجا شخص يطلب نصيحة من الأخ إسطفان، ما كان عِرِف؟؟ لأنو مش دارِس شهادة لاهوت؟؟

صلّولنا، لأنّو نحنا رهبنة صغيرة، حتى الله يباركنا ولكي نكون أمناء..

https://www.youtube.com/watch?v=DoBq4AeONo8