في علم المنطق معادلة تقول، من الخطأ أن يوصل الصواب إلى الخطأ (vrai =>faux c’est faux).
هذه المعادلة المنطقية الحقيقية، وجب أن تنسحب أيضا على علاقاتنا الاجتماعية والسياسية والوطنية بشكل عام، إذ لا يجوز أن تعمل خيراً وصواباً وتلقى شراً وإهمالاً. والديانات السماوية وغير السماوية، تبشّر جميعها بعمل الخير والصواب، وصولاً إلى تلقّي الخير، إن لم يكن من البشر، فمن ربّ العالمين أو من القدر.
من هنا يحضرني السؤال التالي: هل ما قام به الجنرال ميشال عون، منذ عودته من منفاه، من تفاهمات وطنية، وعلى رأسها “تفاهم مار مخايل”، وما أعطاه من دعم للمقاومة، داخلياً وفي المحافل الدولية، وفي حرب تموز 2006، وحمى لبنان من الحروب الداخلية والمذهبية التي عصفت بالعالم العربي وما زالت، وما دفعه هذا الرجل الكبير من رصيده داخلياً وخارجياً حفاظاً على هذه المسلّمات.
هل من المنطقي أن كل هذا العمل الصواب، يوصل إلى الشرّ والنقمة والجحود التي يلقاها رئيس الجمهورية، عبر عرقلة مسيرته ومهمته بإعادة بناء الدولة؟
هل يجوز أخلاقياً ودينياً، أن يقابل العمل الصواب الذي قام به فخامة الرئيس، بسكوت المقاومة عن التجاوزات والحرتقات والعرقلات والتهجّمات التي يقوم بها فريق، لم يعد خافياً على أحد، وكأنّ هذه المقاومة التي أعطاها رئيس البلاد كل الدعم، راضية بما يقوم به هذا الفريق؟
لا يا إخوة، عرفناكم أولاد أصل، وأنتم أقسمتم اليمين بردّ الجميل حتى يوم الدين، بالوقوف إلى جانب الرئيس، والصواب يجب ألّا ينتج منه إلّا الصواب. لذا نحن بانتظار موقف شجاع منكم كما عوّدتمونا، موقف واضح داعم لرئيس الجمهورية، ينهي هذه العرقلات والحرتقات، فتتشكّل الحكومة وتبدأ مسيرة مكافحة الفاسدين، وكلنا نعرفهم، قبل الوصول إلى الانهيار النهائي الذي سيضرب الجميع دون تمييز.
بيروت في 20 كانون الثاني 2019