حسان الحسن-
لاريب أن طرح إنشاء المنطقة الآمنة التي تعتزم السلطات التركية إقامتها على طول الحدود مع سوريا، سيشكل طرحاً غير واضح المعالم، لما يحمله من اهداف متداخلة بين: حماية الاراضي التركية من “الارهابيين الاكراد” بحسب انقرة، أو بين فكرة اميركية لنواة تقسيم لسوريا، بحسب الدولة السورية، أو حل موقت لايواء المعارضين السوريين بحسب هؤلاء.
في معزل عن الهدف الحقيقي، فعمليا على الارض ستضم هذه المنطقة “الآمنة” مدنًا وبلدات من محافظات حلب والرقة والحسكة، هذا في حال كتب للمشروع التركي النجاح، وأصبح حيز التنفيذ، لأن فكرة المنطقة الآمنة قائمة منذ زمن، وطرحتها تركيا بالاساس خلال الزيارة التي قام بها الرئيس رجب الطيب أردوغان إلى واشنطن في أيار عام 2013، وكانت حينها تهدف إلى حماية المدنيين الفارين من الاشتباكات في سوريا، وفقاً للذرائع التركية، ولكن الهدف الحقيقي منها، هو إنشاء “شريطٍ حدودي” من السكان العرب السوريين الموالين لأنقرة، لعزل المناطق ذات الغالبية الكردية عن الحدود التركية – السورية على طول نحو 650 كلم، التي تبلغ بمجملها 822 كلم، حيث سيستثنى منها محافظة إدلب، كونها تضم أكبر تجمع للمسلحين الخارجين على سلطة الدولة السورية والموالين لتركيا، هذا بحسب معلومات مصادر سياسية سورية. ولكن وفقا للقياسات التي أجرتها وكالة الأناضول التركية، فإن “المنطقة الآمنة” تمتد على طول 460 كيلومترا، وبعمق 20 ميلا أو 32 كيلومترا. وأظهر المسح أن أبرز المناطق المشمولة، هي تلك الواقعة شمالي الخط الواصل بين قريتي صرين في محافظة حلب، وعين عيسى في محافظة الرقة، كما وستضم المنطقة الآمنة، مدينة القامشلي وبلدات رأس العين، وتل تمر، والدرباسية، وعامودا، ووردية، وتل حميس، والقحطانية، واليعربية، والمالكية في محافظة الحسكة، وكذلك ستضم المنطقة كلا من عين العرب في حلب، وتل أبيض في الرقة، ودائماً بحسب “الأناضول”.
مبدئيا وبحسب المعطيات حتى الان، فقد لاقى “المشروع التركي” ترحيبا أميركيا، وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأيام القليلة الفائتة، أن بلاده تنوي إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري بعمق 20 ميلا أيضاً.
وفي شأن نجاح هذا “المشروع” من عدمه، تؤكد المصادر أن ما من أحد يمكنه أن يتوقع كيف سيكون الحال على الحدود المذكورة، خصوصاً قبل اللقاء المزمع عقده بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي أردوغان، في 23 الجاري في موسكو، وبالتأكيد ستكون “المنطقة الآمنة”، المادة الأدسم على طاولة البحث بين الرئيسين، وعقب ذلك يمكن عندها معرفة إتجاه الأوضاع في الشمال السوري، بحسب رأي المصادر.
ولكن في حال نجاح “المشروع التركي”، فهل يعتبر ذلك إجتزاء تركي لجزء من الأراضي السورية، هنا تشير مصادر سورية معارضة الى أن أنقرة ستحاول وضع هذه “المنطقة” تحت اشراف أممي، وإن في الشكل، هذا في حال نجحت في فرضها، كي لا تخالف ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، تختم المصادر.
-موقع المرده-