أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


إدمون صعب: الرئيس عون رجل فولاذي لا يستطيع احد ان “يلعب” عليه

– على الذين سمحوا للنواب – الدمى السنة بان يشكلوا كتلة، ان يسحبوا  الخيوط التي يحكرونهم بها

***

عندما كتبنا ، بعد اسابيع من انتخاب الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية ، “ان عون ليس بائع كعك ولا يحب الجبنة” لم يدرك كثيرون مغزاه، ليس معنى الكعكة والجبنة فحسب ، بل طينة الرجل الذي عاد الى بعبدا رئيساً للجمهورية بعدما كان منفياً لخمسة عشر عاماً.

وهذا الرجل الفولاذي لا يستطيع احد ان “يلعب” عليه .

فهو يدرك ان كتلة النواب السنة  المستقلين هو “اختراع ” لاذلال الرئيس سعد الحريري ، والرئيس عون الذي حرر الحريري من الاسر السعودي لن يدعه اسير اي طرف آخر لأن ذلك يخل  بالميثاق الوطني .

ولن يصدّق احد ان النواب السنة المستقلين الذين كادوا أن “يفرطوا” امام الامتحان الاول وهو الاتفاق على من يمثلهم في الحكومة، يمكن ان يستقروا على رأي في القضايا الاساسية التي كثيراً ما تنقسم الكتل الكبرى حولها ، وقد ادرك ذلك الاستاذ جواد عدرا  عندما اعتبر بالمنطق ان الرئيس عون هو الذي تنازل عن مقعد مسيحي ليحل العقدة السنية بتبنيه مرشحاً غير مسيحي قد أراد ان يبقى الوزير – الحل من فريقه لأن قبوله بان يتبع الوزير السني الرئاسي اللقاء التشاوري السني يعني انه تعرّض لخديعة ولم يعد مضحيا ً.

قصر بعبدا

اما مسألة الحقائب فيُسأل عنها اللواء جميل السيّد وكيف كان السوريون يحلونها بشحطة قلم.

وهنا يخطئ المتباطحون على الحقائب الدسمة ، اذ يعودون بتفكيرهم الى ما قبل اتفاق الطائف ، مغلبين تسوية الدوحة.

فقبل الطائف كان الرئيس هو ملك القرار، اما بعده فاصبح مجلس الوزراء هو الملك ، وان وظيفة الوزير هي تنفيذ قرار الملك . لذلك لم تعن وزارة الشباب والرياضة بالنسبة الى “حزب الله” شيئاً سوى المشاركة في صنع القرار. ولطالما تساءلنا ماذا كانت الحكمة من اختيار الحزب هذه الحقيبة “الخفيفة” لقيادي فيه ، وليس لشاب رياضي، في حين كان آخرون يستقتلون للحصول على الحقائب الدسمة .

اما لعبة الثلث المعطّل فتؤحذ ذريعة لتحقيق مآرب غير منظورة ، لأن مجرد التفكير بها يلغي فكرة حكومة الوحدة الوطنية التي يفترض ان يكون الرئيس هو الضامن لها .

يبقى سؤال جوهري؛ اليس هناك من حل؟

الجواب بسيط: على الذين سمحوا للنواب – الدمى السنة بان يشكلوا كتلة، ان يسحبوا  الخيوط التي يحكرونهم بها، ويعيدوهم الى كنف كتلهم ،  وكلهم معروف مربط خيولهم.

فارحموا ايها السياسيون الشعب الصابر والمعذّب .

نقلاً عن صفحة Edmond Saab