كشفت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات مسلحة ستشارك إلى جانب الجيش التركي في عدوانه المحتمل على مناطق شرق الفرات، أنه سيتبع التكتيك ذاته الذي نفذه خلال احتلاله لمنطقة عفرين، عبر عملية «غصن الزيتون» نهاية آذار الفائت.
وأوضحت مصادر في ميليشيا «الجيش الوطني»، التي أعلنت مشاركتها إلى جانب الجيش التركي في عملية شرق الفرات لـ«الوطن»، أن تعداد القوات المشاركة وعتادها وتشكيلاتها تدل على أن الجيش التركي بصدد استنساخ «غصن الزيتون» مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف طبيعة المنطقة غير الجبلية كما في عفرين.
ورأت المصادر، بحسب المعلومات المتوافرة لدى قيادات «الجيش الوطني»، أن الجيش التركي سيعتمد تكتيك قضم الأراضي بالتدريج على شكل هلال يمتد على طول المناطق التي ستستهدفها العملية العسكرية مع إعطاء أولوية للسيطرة على التلال الحيوية الحاكمة عسكرياً وجغرافياً، والمحاور الرئيسية للمدن والبلدات التي تهيمن عليها «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ«قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من واشنطن.
وأضافت بأن العملية العسكرية التركية، ستبدأ بقصف جوي كثيف عبر المقاتلات التركية لأبراج المراقبة التابعة للوحدات قرب الحدود ولمراكز التحكم والسيطرة، ثم إشراك سلاحي الصواريخ والمدفعية في استهداف مواقعها على طول الحدود التي ستتقدم فيها قوات «الكوماندوز» التركية وميليشياتها المسلحة، ابتداء من المناطق غير المحصنة وعبر محاور تؤدي إلى محاصرة المدن والبلدات الحدودية وفي مقدمتها تل أبيض ورأس العين.
وأبدت خشيتها من ارتكاب أخطاء عسكرية خلال القصف وعمليات التوغل تودي بحياة المدنيين، في ظل إصرار «حماية الشعب» على منعهم من مغادرة تجمعاتهم السكنية، خصوصاً في رأس العين، ومن حدوث عمليات نزوح كبيرة باتجاه عمق المناطق من دون الاستعداد لاستقبالها مع حلول فصل الشتاء بأمطاره الغزيرة وسيوله التي يتسبب بها.
وتوقعت المصادر أن تستمر عملية شرق الفرات لفترة طويلة قد تصل إلى بضعة أشهر في حال قررت القيادة العسكرية التركية توسيع نطاقها وعدم اقتصارها على تل أبيض ورأس العين، كما هو متوقع، لكنها أعربت عن قلقها من إدارة تلك المناطق الشاسعة بعد السيطرة عليها إثر إخفاق إدارة عفرين بعد نحو 9 أشهر من الهيمنة عليها.
التسريبات التركية عبر ميليشياته للسيناريوهات التي ستجري في أي عدوان محتمل على الأراضي السورية، جاء تزامناً مع تحرك إيراني بدأ أول من أمس من خلال تحذير أنقرة من أي خطوة عسكرية دون التنسيق مع دمشق، ويبدو أنه سيكون ضمن المناقشات التي سيجريها الرئيس الإيراني حسن روحاني في أنقرة اليوم، التي يصل إليها للمشاركة في أعمال الاجتماع الخامس «للجنة العلاقات الإستراتيجية العليا بين البلدين».
-الوطن السورية-