في مستجدات الجهود المبذولة في قصر بعبدا لتجاوز أزمة التأليف، وبينما يواصل رئيس الجمهورية ميشال عون تعبيد الطريق أمام إنجاح مبادرته لحلحلة عقدة نواب 8 آذار السنّة الستّة التي أعاقت منذ نهاية تشرين الأول الفائت ولادة التشكيلة الائتلافية، فقد اصطدمت مبادرة بعبدا أمس بتصاريح لهؤلاء النواب عكست استمراراً في التعنّت المدعوم من «حزب الله» تشبثاً بمطلب توزير أحدهم في الحكومة العتيدة بادعاء اعتبار أنفسهم نواباً «مستقلين» رغم كل الدلائل والوقائع القاطعة بعدم استقلاليتهم النيابية، وآخرها أنّ الذي تحدث باسم هؤلاء النواب من قصر بعبدا إثر لقاء رئيس الجمهورية كان عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب الوليد سكرية، ومن «عين التينة» إثر لقاء الأربعاء النيابي عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم.
إذاً، وبخلاف الإيجابية التي سادت أجواء أول أيام مشاورات القصر الجمهوري، جاءت أجواء يوم المشاورات الثالث لتعيد إحياء النَفَس السلبي في مقاربة الحلول الممكنة لأزمة التأليف تحت وطأة ما عكسه سكرية في كلامه المقلّل من إمكانية تحقيق مبادرة رئيس الجمهورية أي خرق في جدار الأزمة خارج نطاق الامتثال لمطلب توزير أحد النواب الستة حصراً، نافياً رداً على أسئلة الصحافيين أن يكون عون قدّم مبادرة أو طرحاً أمامهم للحل، وقال جازماً: «لا يبدو حتى الآن أنّ هناك حلاً للموضوع».
-المستقبل-