أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


أدرعي يفقد أعصابه فيتهم باسيل بالكذب ويردّ على سليم عون- نسيم بو سمرا

-اسرائيل انتقلت بالتوازي مع استهداف المقاومة عسكريا الى استهداف الدبلوماسية اللبنانية

***

على وقع استمرار العدو الاسرائيلي، بشن حرب نفسية على لبنان من خلال اطلاق الجيش الإسرائيلي عملية “درع الشمال” بهدف القضاء عما تزعم اسرائيل بأنها أنفاق لـ “حزب الله​” تمتد حتى الاراضي الفلسطينية المحتلة، وبعد اعلان اسرائيل اكتشافها نفقا للحزب،  تستمر أعمال التنقيب بحثا عن هذه الانفاق لليوم الثالث على التوالي، ولكن أكان هناك نفق او لا لحزب الله، الا ان المهم في الهمروجة الاسرائيلية ان العدو مرعوب من نفق، وباتت امكانية أن يخرج عناصر من المقاومة من تحت الارض لينقضوا على المستوطنين في الجليل، كابوسا يؤرق نومهم، وباتت اسرائيل التي “لاتقهر” تقلّد وزير خارجية لبنان القوي جبران باسيل في أدائه الدبلوماسي المقاوم، إذ رافق، أمس رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو مجموعة من السفراء الأجانب المعتمدين لدى إسرائيل، إلى جولة على الحدود اللبنانية ليريهم نفق حزب الله وراح يخطب فيهم قرب تجمع للقوات الإسرائيلية العاملة على اكتشاف وتدمير هذه الأنفاق، معيدا بذلك الى الاذهان مشهد الجولة التي نظمها وزير خارجية لبنان جبران باسيل للسفراء المعتمدين في لبنان في ملعب العهد في الضاحية الجنوبية لبيروت على خلفية خطاب نتانياهو حينها من على منبر الامم المتحدة هدّد فيه لبنان بضرب مناطق سكنية قرب مطار بيروت بحجة تخزين حزب الله لصواريخ دقيقة في المنطقة واتهامه بانشاء بنى تحتية لتصنيع الصواريخ، وما واكبها من تغريدات للناطق باسم جيش العدو افيخاي ادرعي الذي أكمل مهمة نتانياهو بالتهويل والتهديد، ضد لبنان وبالتحديد ضد باسيل بتغريدات كتبها باللغة الفصحى، على صفحته على تويتر.

وكما حينها كذلك اليوم، كرّر ادرعي تغريداته هذه فنشر مقطعا مصورا يظهر مواقع إدعى انها لـ ​”حزب الله​” في بلدة ​كفركلا​ وعلّق على المقطع قائلا:” يا سكان لبنان هذه هي الحقيقة المخزنة. واحد من كل ثلاثة بيوت في ​الجنوب​ هو موقع لحزب الله وهذا ما يحدث في كفركلا وفِي معظم القرى الشيعية في ​جنوب لبنان​”. واتهم ادرعي الوزير باسيل بالكذب، وسأل في تعليق على مواقع التواصل الإجتماعي، “هل حان الوقت لإقامة جولة إعلامية بالقرب من مصنع البلوكات في ​كفركلا​؟”. ثم ارفقها بتغريدة اخرى وجهها هذه المرة الى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري​ بالقول :”انت قلت هذه الإشياء عن ​القرار 1701​ “من زمان”، ونحن نريد أن نصدّقك “عنجد”، لكن المشكلة هي أن ​حزب الله​ يستمر بالكذب عليك وعلى اللبنانيين”، مشيراً إلى أن “حزب الله فوق الأرض يكذبون، وتحت الأرض يحفرون”. أمّا آخر تغريداته التي نشرها مساء امس فتناول فيها الرد على موقف عضو تكتل “​لبنان​ القوي” النائب ​سليم عون​ قائلا: “أستاذ سليم، بعد بيان “اليونيفيل” هل انت بحاجة لمزيد من الإثباتات؟”. وكان النائب سليم عون صرّح بأن “رواياتك يا افيخاي ادرعي هي التي بحاجة إلى إثباتات، وليس الوزير ​جبران باسيل​ أو لبنان من عليه كل مرة أن يقدم الدلائل المعاكسة، فنحن يا ادرعي لسنا بشغيلة عندك ولا عند كيانك الغاصب”.

في هذا السياق أعطى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل تعليماته إلى مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفيرة آمال مدللي، لتقديم شكوى ضد إسرائيل، و«ذلك في ظل ما تقوم به من حملة ديبلوماسية وسياسية ضد لبنان تمهيداً لشن اعتداءات عليه، ناهيك عن تعدّيها على شبكة الاتصالات عبر خرق شبكة الهاتف اللبنانية وإرسال رسائل مسجلة الى أهالي كفركلا المدنيين الآمنين تحذّرهم فيها من تفجيرات سوف تطال الأراضي اللبنانية وتعريض حياتهم للخطر. خرق جديد تُقدم عليه إسرائيل غير آبهة بحرمة الناس وخصوصيتهم وتهديد مباشر لحياتهم، يضاف الى خروقاتها بحراً وجواً وبراً».

جبران باسيل

أمّا الجديد في الاداء الاسرائيلي تجاه لبنان، هو ان اسرائيل انتقلت بالتوازي مع استهداف المقاومة عسكريا، الى استهداف الدبلوماسية اللبنانية، بشن حرب نفسية لا تقل شراسة عن الحرب النفسية القائمة ضد المقاومة، والتي لم تكن تعيرها اهمية في العهود السابقة، لأنها اليوم في العهد القوي، باتت دبلوماسية لبنان فاعلة وقوية، تواجه التهديدات الخارجية وعلى رأسها الاسرائيلية، وتؤثر بواسطتها على الرأي العام الدولي الذي كان في السابق داعماً بالمطلق لإسرائيل، فيما بدأ هذا المجتمع  الدولي يأخذ بعين الاعتبار التوجه المناهض لسياسة اسرائيل العدوانية في المنطقة، وهذا الحراك الديبلوماسي الناشط لباسيل في مناسبات عدة، الذي سجل فيه لبنان نقاطا على اسرائيل، لفت العدو ودفعه الى استنفار كل امكاناته للتصدّي للدبلوماسية اللبنانية، بأساليبه الخادعة المعهودة.

في المحصلة، بات لبنان يملك وبكل فخر دبلوماسية مقاوِمة، توازي بأهميتها المقاومة العسكرية من جيش ومقاومة، وبات على العدو الاسرائيلي ان يحسب للبنان الحساب اكثر من ذي قبل، بخاصة حين يكون على رأس الدبلوماسية اللبنانية رجل دولة إسمه جبران باسيل.