-لا نفهم كيف صار النواب الستة كتلة واحدة بعد الاستشارات؟
***
رأى وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول ان “الارهاب لم يضرب المسيحيين وحدهم بل ضرب كل الناس، وقتل كل الناس، وهجر كل الناس، واليوم يتفكك، من اسسه ومن كان وراءه، الهدف الذي نرى نتائجه اليوم هو تفكيك الدول العربية، وتفقيرهم ونهب ثراوتهم. يخلقون احادية في دولهم حتى يشرعوا احادية الدولة الاسرائيلية، لن يقدروا فالتاريخ لا يعود الى الوراء، نحن ذاهبون صوب التلاقي ونريد ان نكون نموذجا للعالم، وقادرون على ذلك، علينا فقط ان نبدا. العام الماضي في الامم المتحدة طرحنا امام دول العالم ان يكون لبنان مركزا لاكاديمية تلاقي الاديان وتفاهم الحضارات، وان شاء الله قريبا سيكون لبنان مقرا لهذا المركز، وسيبدأ الاشعاع على العالم كله، لانه لا احد يعيد المسيحيين الى ارضهم وبلادهم سوى اخيهم المسلم، ولا احد قادر ان يدافع عن الاسلام بهذا الصفاء الا المسيحي ابن هذه المنطقة، وهذا هو الذي يجب ان نقوم به معا”.
وفي محاضرة ألقاها بعنوان “الوضع السياسي والتعاون الانمائي”بدعوة من هيئة قضاء المنية – الضنية في التيار الوطني الحر، شدد على انه “نحن ابناء مدرسة ترفض التقسيم وتجميل التقسيم بالفدرالية والكونفدرالية، نحن مع وحدة لبنان”. واضاف: “نحن من مدرسة رفضت الانتماء لاي جهة خارجية، هذا سر قوتنا، وهذه هي استقلاليتنا”.
واضاف رفول ان “هناك حملة مبرمجة بدات اواخر القرن الماضي لتشويه صورة الاسلام، وتغيير الراي العام فيه، وهذه مؤامرة وكذبة كبيرة نقدر نحن مسيحيو المنطقة الذين عشنا واياكم اكثر من 1400 سنة ان ندحضها، وان نعيد للاسلام الصحيح حقه، هنا وفي كل بلاد العالم، وهذه واجباتنا. الاسلام ليس دين قتل وتهجير وتكفير، الاسلام دين عدل وشورى ورحمة، والمسيحية ليست تقوقعا وبغضا وكراهية بل انفتاحا وتسامحا ومحبة، هكذا التقيا يعبدان الها واحدا، والتقيا على القيم نفسها وعاشا سوية، وتقاسما المر والحلو، وبالرغم من كل شيء لم يستطع احد ان يفرقهما عن بعضهما”.
وتابع: “انا مسلم في هذه المنطقة علاقتي مع الله عمودية، وانا مسيحي في هذه المنطقة علاقتي مع الله عمودية، لكن انا كمواطن في اي دولة عربية صورتي جزأين نصفها مسلم ونصفها مسيحي، واي تشويه لاي جزء من صورتي هو تشويه لي جميعا. من هنا واجبي ان ادافع عن اخي المسلم لانه بذلك اكون ادافع عن نفسي، وواجب اخي المسلم ان يحافظ علي لأكمل انا واياه الرسالة السماوية التي وكلنا بها”.
وشدّد على ان “لا توجد منطقة في العالم عاش فيها المسيحي والمسلم اكثر من 1400 سنة ولم يحصل فيها اقتتال، ولا توجد منطقة في العالم قادرة اليوم في هذه الموجة التي يتخبط فيها من كراهية وتصادم وتنافر وحروب، مثل لبنان بخاصة والدول العربية والمشرق عموما يستطيع ان يعطي هذا النموذج الانساني الذي العالم اليوم بحاجة له اكثر من اي وقت مضى”.
رفول لفت الى ان “في مؤتمر سيدر الذي عقد في باريس أعطي لبنان قروضا ميسرة وهبات ب11 مليار ونصف مليار دولار. الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قال في كلمته الختامية نحن نعطي لبنان هذه الاموال لنحمي اوروبا من الارهاب، لانه في اليوم الذي انتصر فيه لبنان على الارهاب في فجر الجرود، لم يعد هناك اي عملية ارهابية بكل اوروبا”. واضاف: “بما يتعلق بالوضع السياسي اليوم. فقد انجزنا الانتخابات، واتفقنا على معيار لتشكيل الحكومة، بان كل الكتل التي لديها 4 نواب واكثر يحق لها التمثل في الحكومة. بدأ الشد والجذب، ما إن ننتهي من عقدة ندخل في عقدة اخرى. واخر عقدة كانت عقدة النواب السنة الستة. اريد ان اكون واضحا وصريحا، وقال ذلك الرئيس عون، هم ليسوا تكتلا نيابيا، لانهم خلال الاستشارات مع رئيس الجمهورية كل واحد منهم اتى وحده او جاء مع كتلته النيابية، وكذلك خلال الاستشارات في القصر الحكومي اتوا كل واحد لوحده، لم نفهم كيف صاروا بعد ذلك تكتلا واحدا ويريدون وزيرا سنيا. اما الامر الاخر الذي نؤكد عليه فهو انه لا يحق لاحد ان يمد يده على طائفة اخرى، فهذا امر ميثاقي. الامور وصلت الى هنا وهي معقدة، لكن ذلك لم يمنع الحكومة من العمل، فهي تعمل وهناك قرارات كبيرة اتخذناها وسنكملها”.