– القديس إندراوس الرسول: بقي عَ الصليب يومين، يعظ الناس ويثبتّهم بالايمان. وفيما يناجي الصليب، أسلم الروح
***
“الرسالة هي تذكرة ذهاب بلا إياب”: هذا ما أشار إليه البابا فرنسيس صباح اليوم خلال عظته التي ألقاها من دار القديسة مارتا، لمناسبة عيد القديس أندراوس، مُصرّاً على الاتّساق في الحياة، أي “فعل ما نقوله”.
وحثّ البابا المؤمنين على التخلّص من كلّ ما يُعيقهم في متابعة الإعلان عن يسوع، أي التخلّص من ذاك التصرّف أو تلك الخطيئة أو ذاك العيب، ليكونوا أكثر اتّساقاً في الشهادة.
“إنّ الإعلان عن ملكوت الله ليس خبراً عادياً، بل هو البشرى السارّة الوحيدة. وهو ليس عملاً إعلانياً أو تسويقاً لشخص طيّب فعل الخير وشفى الكثيرين وعلّمنا أشياء جميلة. لا، ليس إعلاناً. وليس أيضاً تبشيراً حماسيّاً. فإن كان أحد سيتكلّم عن يسوع ليقوم بالتبشير الحماسي، إذاً لا، ليس هذا الإعلان عن المسيح. بل هذا عمل يدخل في صميم منطق التسويق.
لكن ما هو الإعلان عن الملكوت؟ إنّه يعني قبل كلّ شيء أن نكون مُرسَلين. وهذه الرسالة تحصل فقط بشرط المخاطرة بحياتنا وبوقتنا وبمصالحنا وبأنفسنا. ولهذه الرحلة تذكرة ذهاب فقط… بلا إياب، لأنّ الإياب أو العودة هو كفر”.
وتابع الأب الأقدس عظته بالتطرّق إلى “فضيحة” المسيحيّين الذين يقولون إنّهم مسيحيّون لكن يعيشون كالوثنيّين وكغير المؤمنين، داعياً إلى الاتّساق بين ما نقوله وما نفعله، وقائلاً: “إنّ التلميذ هو مَن يحمل كلمة الله، وهو شاهد يخاطر بحياته حتّى النهاية، وهو أيضاً شهيد. إنّ الله بذاته، ولكي يعرفه الناس، أرسل ابنه مُخاطِراً بحياته، ضمن رحلة بتذكرة ذهاب فقط. وقد حاول الشيطان إقناعه بسلوك طريق آخر، لكنّ المسيح لم يرد ذلك، بل أطاع مشيئة الآب حتّى النهاية. وعلينا نحن أيضاً أن نتبع الطريق نفسه: طريق الشهادة، لأنّ المسيح المتجسّد شهد للآب. كما وعلينا أن نتجسّد أي أن نصبح شهوداً، وأن نفعل ما نقوله”.
وفي هذا السياق، أعاد البابا التأكيد على أنّ الشهداء “هم مَن يُظهرون أنّ الإعلان عن الملكوت كان صحيحاً. إنّهم رجال ونساء بذلوا حياتهم عبر دمهم، لكنّهم أيضاً رجال ونساء مختبئون في مجتمعاتنا وعائلاتنا، وهم يشهدون كلّ يوم بصمت ليسوع المسيح، لكن عبر حياتهم وعبر الاتّساق بين ما يقولونه وما يفعلونه”.
ثمّ ختم أسقف روما عظته قائلاً إنّ “اعتناق رسالة الإعلان عن المسيح هو العيش مثلما علّمنا يسوع أن نعيش، بالاتّساق مع ما نبشّر به، وهكذا سيكون الإعلان مثمراً؛ فيما على العكس العيش بلا اتّساق بقول شيء وفعل شيء آخر يؤلم شعب الله كثيراً”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّه خلال الذبيحة الإلهية، دعا الحبر الأعظم الجميع إلى أن يكونوا “قريبين من كنيسة القسطنطينية، كنيسة أندراوس”، وإلى أن يصلّوا لأجل وحدة الكنائس.
ضمن عظة البابا فرنسيس الصباحية من دار القديسة مارتا (30 ت2- 2018)
***
القديس إندراوس الرسول
- ولد إندراوس في بيت صيدا على ضفاف بحيرة طبريّا،
- هو أخو بطرس وقد تتلمذ اولاً ليوحنا المعمدان.
- تبع يسوع ودعا اليه اخاه سمعان إذ قال:” قد وجدنا ماشيح الذي تأويله المسيح” (يوحنا 1: 41).
- لما شاهدا المعجزة التي صنعها يسوع في عرس قانا الجليل، حيث حوَّل الماء الى خمر، آمنا بألوهية مُعلِّمهما ولازماه ولم ينفصلا عنه.
- بعد حلول الروح القدس على التلاميذ، بشَّر إندراوس بالانجيل في اورشليم مع باقي الرسل.
- لما تَفرَّق الرسل، قام يبشر باسم الرب يسوع، في تركيا وآخائيا وكبادوكيا وغلاطية وبيثينا وغيرها.
- كان الوالي آجيَّا، يضطهد المسيحيين في بتراس، فقبض على القديس اندراوس وامره بالخضوع لأمر الملك وتقديم الذبيحة للآلهة وإِلاَّ مات مصلوباً، فأجابه الرسول:
” إني اقدِّم كل يوم للاله الواحد الضابط الكل، لا دخان البخور ولا لحم الثيران ولا دم التيوس، كما تقدمون لآلهتكم، بل ذبيحةً إلهيّة طاهرة هي الحمل البريء من كل عيب، إبن الله يسوع المسيح الذي إفتدانا بدمه الكريم”.
فإستشاط الوالي غضباً وأمر بأن يرفعوه على الصليب ليموت نظير الذي يُبشر بإسمه. فتقدَّم بكل جرأة وبثغرٍ باسم وعانق الصليب وهتف قائلاً:
“اهلاً بك، أيها الصليب المقدَّس الذي أنتظره منذ زمان مديد، لقد رُفِع عليك فيما مضى مخلّصي الالهي، فإقبلني انا تلميذه، لكي استحق بك ان اذهب اليه على عجل“. - بقي على الصليب يومين، يعظ الناس ويثبتّهم في الايمان. وفيما هو يناجي الصليب، أسلم الروح.
- أنزل المسيحيون جسده الطاهر ودفنوه بإكرام. وكان ذلك سنة 62 للميلاد.