أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


تصفية حسابات أملت على وهاب فتح النار على الحريري – نسيم بو سمرا

– لماذا اختيار هذا التوقيت بالذات لشن هذه الحملة المشبوهة على الحريري؟

***

حملة قاسية يشنها وئام وهاب، على الحريري، ولكن المحيّر في هذه الحملة ودوافعها، تجعلنا نتساءل، ان ماذا حصل اليوم ليكتشف وهاب “فساد الحريري” بحسب ما يدّعي؟

وإذا كان صحيحاً ما يدّعيه، فلماذا لم يكشفه سابقاً، طالما هو موجود وليس مستجداً، واختار هذا التوقيت بالذات وهو بالمناسبة توقيت غير بريئ، نظراً لأن هذه الحملة المشبوهة اليوم على الحريري تأتي في ظل تخبط تشكيل الحكومة نتيجة العقدة السنية – الشيعية، وهي حملة لم تكن لتأخذ هذا المدى لو تشكّلت الحكومة، وعلى الارجح لم تكن لتحصل من الاساس، والأخطر فيها انها تترافق مع شحن سياسي وطائفي، عَبّر عن نفسه في تصاعد لهجة الخطاب الهجومي وبلوغه حدّ الشتائم والإهانات.. وأدّى بالمحصلة الى حصول تحرّكات في الشارع في بيروت والمناطق احتجاجاً على هذه الحملة على الحريري، بالتزامن مع بروز شائعات عن أعمال أمنية خطيرة ستحصل على الساحة اللبنانية.

كل هذه المعطيات تؤشّر الى ان ليس كلام وهاب طبعاً، هو من أوصل الى هذه الدرجة من الغليان، بل حملة الاخير تؤكّد ان هناك تصفية حسابات داخلية لا علاقة للخارج بها، من بعض الاطراف في الوقت الضائع، أمْلت على وهاب فتح النار على الرئيس المكلف، وتكتمل الصورة في حال أضفنا المعلومات التي كشفت انّ المستويات الرسمية اللبنانية، تلقّت في الفترة الاخيرة نصائح متجددة من بعض العواصم الاوروبية وكذلك من بعض المستويات والمحافل الاممية، تَحثّ لبنان على الاستعجال في تشكيل الحكومة، نظراً للاخطار المحدقة بلبنان على المستويين الاقتصادي والامني.

كلّ ذلك شَكّل الدافع الأقوى لانعقاد مجلس الدفاع الأعلى لِما انطوت عليه الأمور من مخاطر كبرى على الاستقرار الداخلي، ودفعت بالمجلس، بعد استعراض ما جرى، الى التأكيد على القوى الامنية كلها للتيقّظ أكثر وضرورة رفع جهوزيتها الى أعلى درجاتها لحماية الداخل، وإحباط اي محاولة للعبث بالسلم الاهلي، والتشدد مع العابثين وضربهم، ومنع أي مظاهر من شأنها ان تؤدي الى إشاعة توترات وانقسامات وخلق اجواء يصعب احتواؤها فيما لو تطورت وأفلتت من اليد. كما نقل مرجع عن سفير دولة اوروبية كبرى، قوله انّ ما عبّر عنه وزير خارجية الفاتيكان قبل ايام أمام بعض الشخصيات اللبنانية، يجب أن يعتبر جرس إنذار ينبغي أن يسمعه جميع السياسيين في لبنان، بأنّ بلدهم في خطر كبير وعليهم إنقاذه بتشكيل حكومته لتقوم بالعمل الضخم الذي ينتظرها على طريق إنعاشه.

احتجاجات في شوارع بيروت

بالمحصلة، من يصلح أكثر من وهاب لإشعال فتيل الازمات، من دون ان يحسب النتائج طالما هو ينفّذ فقط ولا يخطّط، إلا انه ينفذ ببراعة مخططات الآخرين، لا يضاهيه فيها أحد من السياسيين على الساحة اللبنانية، غير ان وهاب وكما فشل في معركته الانتخابية وبقي خارج مجلس النواب، وهو اصطدم مع حلفائه في هذه المعركة قبل خصومه، وعلى رأسهم حزب الله وحركة أمل، ستنتهي ايضا معركته السياسية اليوم، بخيبة له وفشل المشروع الذي ينفّذه.