أكدت مصادر معارضة مقربة من إحدى ميليشيات ريف حلب الغربي أن خبراء عسكريين من الجيش التركي اختصاصيين بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية، دخلوا أمس إلى المناطق التي استخدمتها «جبهة النصرة»، الواجهة الحالية لـ«هيئة تحرير الشام»، في قصف أحياء شمال غرب مدينة حلب بالغاز السام، وأدى إلى إصابة 107 مدنيين، السبت الماضي.
وبينت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن الميليشيا التي رصدت دخول الخبراء الأتراك إلى مناطق سيطرة «النصرة»، لـ«الوطن» أن قيادات فرع تنظيم القاعدة في سورية، أبقت اختصاصيي الأسلحة الكيميائية الأتراك، المزودين بمعدات تكنولوجية متطورة، مدة 24 ساعة في إحدى «المضافات» لإجراء ترتيبات «أمنية» ولوجستية قبل السماح لهم بالعبور إلى محيط قرية البريكيات بريف حلب، والتي قصفها سلاح الجو الروسي ودمر مواقع إطلاق القذائف المحشوة بالغاز السام، الذي يعتقد أنه الكلور، بعد استخدامها ضد أهداف مدنية في حلب.
وأبدت المصادر اعتقادها أن تركيا تسعى من وراء مبادرتها تلك إلى طمس أي وجود للغاز السام من خلال العبث بعينات التربة وكتل المباني وشظايا الذخيرة، التي استهدفها الطيران الروسي والتي تحتوي على المادة السامة التي حشيت بها القذائف التي أطلقت على حلب، وذلك تحسباً لوصول خبراء من منظمة «حظر الأسلحة الكيميائية» إلى تلك المنطقة.
وطالبت المصادر بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد «النصرة» التي قويت شوكتها وزاد تمردها على الميليشيات التابعة لأنقرة، وخصوصاً «الجبهة الوطنية للتحرير»، بعد امتلاكها للسلاح الكيميائي على يد خبراء أجانب يعتقد أنهم فرنسيون وفي ظل صمت مشغلها التركي والمجتمع الدولي ومنظمة «حظر الأسلحة الكيميائية» عن تعدياتها كي لا تكرر فعلتها ثانية. تزامن ذلك مع «تحذير» وزارة الدفاع الأميركية أمس روسيا! من العبث بموقع في حلب قصفته الميليشيات المسلحة بالغازات السامة، في إشارة إلى بدء عمل المجمع الروسي المتنقل «بي إخ الـ2» عمله في تحليل عينات التربة وأجزاء من القذائف التي أطلقها الإرهابيون على حلب، بحسب ما أفاد قائد قوات الحماية من الأسلحة الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في القوات المسلحة الروسية في سورية الجنرال فاليري فاسيلييف أول من أمس.
ودعا البنتاغون إلى تأمين سلامة مفتشي «حظر الأسلحة الكيميائية» التي أعلنت عقب الهجوم أنها مستعدة للتحقيق في «مصداقية» الهجوم وتقييمه «أمنياً» قبل إرسال بعثة لتقصي الحقائق، وفق ما طلبت الحكومة السورية التي اتهمت المعارضة المسلحة بتنفيذ الهجوم.
وفي تصريح سابق لـ«الوطن» كانت مصادر معارضة مقربة من «الوطنية للتحرير» اتهمت «النصرة» في قصف أحياء الخالدية وشارع النيل والزهراء بالغاز السام، الذي تسبب بصعوبة في التنفس وحرقة في عيون المدنيين الذين أصيبوا به.
تأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه الجيش السوري، تصديه لخروقات التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المتحالفة معها، لـ«اتفاق إدلب»، وقد استهدفهم أمس بأسلحته الثقيلة على محاور حيش ودار السلام وبابولين وأم جلال والتمانعة والخوين وأم الخلاخيل والزرزور وسكيك وأراضيها الزراعية.
-الوطن السورية-