بصورة متدحرجة تفاعلت أزمة «مضيق كيرتش» لتأخذ منحنيات خطيرة وضعت تلك المنطقة على شفير الحرب.
روسيا وعلى لسان رئيسها فلاديمير بوتين حذرت أوكرانيا من القيام بأعمال «متهوّرة» بعد قرار كييف فرض قانون الطوارئ، رداً على احتجاز حرس الحدود الروس ثلاث سفن أوكرانية.
وطالب بوتين في اتصال أجراه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بحسب موقع «روسيا اليوم»، بالضغط على أوكرانيا، حليفة الدول الغربية، معبراً عن قلق موسكو «البالغ» مما يجري، ومندداً بالوقت ذاته بـ«الانتهاك» الصارخ لأحكام القانون الدولي.
بدوره دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية لإرسال رسالة قوية إلى كييف تحذرها من مغبة مواصلة الاستفزازات، مضيفاً: إن موسكو لا ترى حاجة لأي وساطة في تسوية أزمة مضيق كيرتش.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في باريس أمس: «عقدنا اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي، وأوكرانيا أيدت عقد تلك الجلسة أيضاً، وأعتقد أن ذلك كان مفيداً، بحيث يسمع الجميع الحقيقة حول ما حدث، لكن الشيء الأساسي لا يتوقف على مجلس الأمن، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أو أي منظمة أخرى، بل على أن يوجه داعمو القيادة الأوكرانية لها تحذيراً حازماً من مغبة الاستمرار في اللعب بالنار».
وأضاف: إن بلاده لا ترى أي حاجة لجهود الوساطة في تسوية الأزمة الحالية، معتبراً أن السلطات الروسية والأوكرانية قادرة على التسوية بلا وسطاء.
وذكر لافروف أنه أوضح للودريان وجهة النظر الروسية، مشدداً على أنه «كان استفزازاً مقصوداً»، وقال: «حبذا لو استفادت السفن الأوكرانية من تجاربها السابقة، ولاسيما أنها طلبت في أيلول، السماح وأبلغتنا مسبقاً بمرورها من البحر الأسود إلى بحر آزوف، وجرى كل شيء بشكل سلس للغاية، لماذا اتبعوا هذه المرة طريقا آخر»؟
من جهته، حذر لودريان من أن عسكرة «بحر آزوف» تنذر بوقوع حوادث خطيرة، ودعا الطرفين إلى التحلي بضبط النفس.
في السياق أعلن رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسيونوف أنه لن يُسمح لأحد بانتهاك الحدود الروسية، مبيناً أن منطقة القرم محمية بفضل دعم روسيا بالدرجة الأولى وتحولها إلى حصن منيع كما هو الحال في كل المناطق الروسية.
وقال أكسيونوف في تصريح لقناة «روسيا 24» أمس: إن «الجمهورية تمتلك ما يكفي من القوات والوسائل للدفاع عن نفسها».
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قدم دعماً مباشراً لأوكرانيا عبر تصريحاته التي وصف فيها حادثة البحر الأسود بـ«العمل العدواني الروسي»، وجاء في بيان صادر عن بومبيو، أن التقارير التي أفادت بأن السفن الروسية صدمت وأطلقت النار على السفن الأوكرانية «تمثّل تصعيداً خطيراً وانتهاكاً للقانون الدولي».
وكانت صوّتت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ضد محاولة موسكو عقد اجتماع في مجلس الأمن الدولي حول انتهاك حدود الاتحاد الروسي، واستمرّ الاجتماع في إطار بند منفصل على جدول أعمال اقترحته كييف.
-الوطن السورية-