بكبسة زر أتت التعليمة «الصفراء» باستهداف رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، فاستنفرت فرقة «حزب الله» للشتم والتخوين مخزونها من الحقد والوضاعة وشحذت ألسنتها المتمرّسة في السوء والنميمة والشتيمة لينبري صغار الكسبة والكتبة والمستوزرين فيها إلى التباري عبر المنابر والشاشات أمس في توجيه صليات من السباب والتطاول على رئيس الحكومة بأقذع الاتهامات وأبشع العبارات التي تخطت حدود التهجم على شخصه لتبلغ حد نبش الحقد الدفين على الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وعلى دارج المألوف في قاموس الكلام الشتّام والنهج الهدّام الذي أدخله أتباع محور «المقاومة والممانعة» على الحياة السياسية والوطنية في البلد، ضجت الساحة الإعلامية خلال الساعات الأخيرة بطبول هذا المحور سباًّ وقدحاً وذماً وإساءةً لمقام رئاسة الحكومة ولشخص الرئيس الحريري طمعاً بفكفكة قبضته المتمسكة بالدستور والأصول في تشكيل الحكومات، لكنه وفق ما نقل زواره أمس باقٍ على موقفه ولن يحيد قيد أنملة عن نص «الكتاب» في التأليف ولو كره الشتّامون.
في حين استغربت مصادر مواكبة لمستجدات المواقف على ساحة التأليف الحديث عن موعد الاستجابة لطلب نواب 8 آذار السنّة الستة لزيارة «بيت الوسط» على وقع كل هذا الكمّ من الاستهداف الذي يتعرض له الرئيس المكلّف، معربةً لـ«المستقبل» عن أسفها لهذا الدرك الذي بلغه بعض هؤلاء المستوزرين الذين لا يتوانون عن توجيه الشتائم والإهانات للرئيس الحريري.. والأنكى أنهم في الوقت عينه يطلبون لقاءه.
وإذ نجحت طبول «الممانعة» في الضرب على وتر استفزاز المشاعر واستنفار العصبيات على المستوى الشعبي وسط تحركات عفوية قام بها ليلاً مواطنون بادروا إلى قطع بعض الطرق منددين بالتطاول على رئيس الحكومة المكلّف، غير أنّ أبواق التشهير والتوتير أخفقت في اختراق جدار الصوت العاقل على المستوى الرئاسي خصوصاً والسياسي عموماً، ليتولى عدد من نواب وقيادات «تيار المستقبل» رد كيد المتطاولين وإعادة تحجيم الشتامين منهم على شاكلة المستوزر الحالي الوليد سكرية والمستوزر السابق وئام وهاب، اللذين تم تذكيرهما بتاريخهما الحافل بالتبعية والعمالة، الأول ذكّره النائب بكر الحجيري «بعمالته لإيران التي يحتجز «حزب الله» حكومة لبنان رهينة لديها منذ أكثر من شهرين»، والثاني ذكّره منسق عام «تيار المستقبل» في جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال «بتدرّجه على سلّم العمالة من عميل للعدو الإسرائيلي إلى عميل للنظام السوري.. وبسعره الرخيص الرخيص حتى قيام الساعة».
-المستقبل-