حسان الحسن-
في الواقع، لا تزال هناك صعوبات تتعلق بتنفيذ البند الرئيس من اتفاق سوتشي، والمتعلق بإقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب في شمال سوريا، وحتى الان لم يتم الفصل الحقيقي لقوات ما يسمى بالمعارضة المسلحة المعتدلة عن الإرهابيين في المحافظة السرية الشمالية، على الرغم من جهود أنقرة في هذا الاتجاه، بحسب تأكيد الخارجية الروسية.
بالمقابل، تقول تركيا أنها تكثّف جهودها الدبلوماسية والسياسية لتنفيذ بنود الاتفاق المذكور في سوتشي، والذي أبرمته مع الجانب الروسي في 17/9/2018، ولكن في الحقيقة، يبدو أن كل هذه التصريحات تهدف الى التخفيف من احتمال تصعيد دولي محتمل، بسبب فشل تطبيق الإتفاق المذكور، وايضا بسبب استمرار التصفيات الدموية التي ما زالت تحدث بين اغلب المجموعات المسلحة التي تسيطر على الميدان في ادلب .
وفي هذا الصدد، تؤكد مصادر في المعارضة السورية أن السلطات التركية، بالرغم من انها تعمل دائما على تطويق الإشتباكات المحلية بين الفصائل المسلحة في المحافظة عينها، لمنع تطورها، فهي عمليا لا تمون على كل التنظيمات المسلحة المنتشرة هناك بسبب تعقيدات عديدة، أبرزها أن قرىٍ عديدة في المحافظة السورية الشمالية، شهدت تحولاً ديموغرافيا، وبات أغلب سكانها من جنسيات أجنبية، كالأيغور التركستان، وهي مجموعة صينية مسلحة، ومن الاكثر تشددا بين المجموعات المسلحة الاجنبية في ادلب، تدعو إلى إنشاء دولة إسلامية مستقلة في تركستان الشرقية شمال غرب الصين، هذا على سبيل المثال لا الحصر، وهذه المجموعة لا تلتزم بتعليمات أنقرة، كذلك الأمر بالنسبة لبعض نظرائها، ودائما بحسب المصادر.
وفي شأن الصعوبات التي من الممكن ان تعانيها تركيا في تنفيذ الاتفاق، صحيح أن انقرة، هي قادرة على قطع الإمداد والتموين عن تلك المجموعات، ومحاولة فرض شروطها عليهم، وهذا في أحسن الأحوال، ولكن ذلك لن يكون مؤثرا في قرار المجموعات المذكورة، على حد قول المصادر نفسها .
كما أن التصفيات اليومية المتبادلة بين الفصائل التكفيرية في إدلب، تلفت مصادر متابعة، الى أن هذه التصفيات تطاول قادة هذه الفصائل، وقد يؤدي ذلك الى إضعافها، لا الى إنهاء وجودها بالكامل.
وعن الجهة الحقيقية التي تقف خلف هذه التصفيات، قد تكون تقاطعا مصلحياً بين أهداف المجموعات المسلحة، تسعى بدورها الى السيطرة على الأرض في إدلب، وبين جهة أو جهات إقليمية ودولية، تسعى لإنهاء وجود هذه المجموعات أو بعضها، برأي هذه المصادر، وتقول: إنها لا تملك أي معطيات ملموسة في هذا الشأن، وترى أن إنهاء الوجود المسلح في إدلب، يتطلب حلاً على المستوى الإقليمي، لا غير.
في النهاية ، واذا ما استمرت الصعوبات تعوق تنفيذ بنود اتفاق سوتشي، لا يمكن إبعاد امكانية الحسم عبرعمل عسكري سوري – روسي – تركي في المدى المنظور، لإجتثاث هذه المجموعات، ولكن راهناً، تجزم المصادر انه لايبدو ان هناك عمل عسكري يلوح في الأفق القريب، بسبب غياب أبرز مؤشر الى ذلك، وهو الحشد العسكري اللازم، للقيام بعمل عسكري من هذا النوع، على الأقل من الجانب السوري.
-موقع المرده-