– شهداؤنا كتبوا تاريخ نصرنا بدمهم ونحن من بعدهم سنكتبه بحبر الكرامة والعزة الوطنية
***
عشية عيد استقلال لبنان الـ 75، طلب رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في تصريح له من امام لوحة الجلاء في نهر الكلب بمناسبة عيد الاستقلال، من نواب كسروان أخذ الإذن اللازم لوضع لوحة عن الإنسحاب السوري من لبنان، مشيرا الى ان هكذا ننسجم مع تاريخنا لأننا ناضلنا حين كان النضال واجباً، وصالحنا عندما حان وقت المصالحة”.
هذه اللوحة حاول وضعها التيار الوطني الحر في العام 2005 غداة انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد 29 عاماً على احتلاله، إلا ان قوى الامن منعت التيار حينها من وضع اللوحة، فيما سبقت هذه المحاولة محاولة أولى للتيار الوطني الحر في العام 2000 غداة انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من لبنان، فوضع لوحة تشير الى انسحاب جيش العدو الاسرائيلي، والى جانبها لوحة بيضاء، كانت ستثبّت الى جانب اللوحة الاولى، ليحفر عليها تاريخ انسحاب الاحتلال السوري، لأننا كنا واثقين حينها ان سوريا ستخرج من لبنان خلال سنوات قليلة، ولكن منعنا حينها من وضع اللوحتين، تلك التي تؤرخ انسحاب العدو الاسرائيلي كما الاخرى التي ستؤرخ انسحاب الجيش السوري من لبنان.
إنّ الاستقلال ليس شعاراً يرفع مرة واحدة في السنة، بل يعيشه اللبنانيون كل يوم، ولا يمكن ان نحصّن استقلالنا إذا لم نتفق على تاريخنا، فيصبح عرضة للاهتزاز عند كل مفصل خارجي او حدث داخلي، ولذلك وكما اتفق صانعو الاستقلال في 22 تشرين من العام 1943، على تاريخ لبنان، فتوحّد وطننا ونال استقلاله، كذلك اليوم في استقلالنا الثاني الذي حقّقناه في 26 نيسان الـ 2005، علينا توحيد النظرة حول تاريخ نصرنا الذي خطّه شهداؤنا بالحبر الاحمر، فيما نحن مدعوون ان نكتب من بعدهم تاريخا بحبر الكرامة والعزة الوطنية، فتضاف لوحة أخيرة باذن الله، تؤرخ جلاء الجيش السوري من لبنان، وحينها فقط نكون حصلنا على استقلالنا.
في ما يلي تعداد للجيوش التي احتلت ارضنا المقدسة خلال تاريخ لبنان الطويل، وسجّلت على صخور نهر الكلب خلال اندحارها، تواريخ هزيمتها امام اللبنانيين، فعلى ضِفاف نهر الكلب العديد من الأثار والنُصب التي تَشهد لحقبات مختلفة من تاريخ الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ولتاريخ المنطقة. تشمل الآثار 23 نصب تذكاري منحوت في الحجر الجيري حول مَصّب نهر الكلب، تعود لأحداث مرت ما بين الألفية الثانية ما قبل الميلاد وحتى القرن العشرين. كما يوجد ساعة شمسية وتمثال مهدم لكلب مجهول.
تشمل النقوش ثلاث مسلات مكتوبة بالهيرغليفية المصرية من الفراعنة المصريين من بينها رمسيس الثاني، و6 لوحات مسمارية من عَصر الآشورين والبابلين ومنهم آسرحدون، ونبوخذ نصر الثاني، ونقوش رومانية وبابلية، وكتابات عربية من السلطان اللملوكي برقوق، والأمير الدرزي فخر الدين المعني الثاني، ونصب تذكاري يعود إلى نابليون الثالث بدخوله إلى لبنان عام 1860، وأُخرى عن استقلال لبنان عن فرنسا سنة 1943. فتلخص كل هذه النقوش في هذا المتحف القائم بالهواء الطلق، تاريخ لبنان.