عَ مدار الساعة


إستحِقُّوا الإستقلال أو استقيلوا عنَّا.. نُعلِن استقلالنا عن كل الأمم!

وبات إنتماء وطن المقاومة الى قوميَّة العرب، مسألة من حقِّنا إعادة النظر بها، إذا ما استمر العرب في الإنتحار على مذابح “أبي جهل” لقذفِنا من على حدودنا الشرقية بِحُثالة شياطين الإرهاب. (أمين أبو راشد)

 الثبات –

ليس انتخاب رئيس الجمهورية هو الغاية، بل هو استعادة هيكلية دولة مُشَلَّعة كانت بحاجة الى رأس، لنرفع رؤوسنا أمام العالم، نحن الذي ندَّعي أننا نلنا الإستقلال عام 43، واشمأزَّت نفوسنا في الماضي من رؤية من كانوا يتراصفون على منصَّة العرض العسكري، لتمرّ أمامهم ألوية الرجال الشرفاء بالبذلات المرقَّطة، تماماً كما الفيلم الهزلي الممجوج والمُكرَّر.

نحن عندما تفاهمنا على شخص العماد ميشال سليمان في الدوحة عام 2008 لم نكُن مستقلِّين، بل تمّ سحبنا الى بيت الطاعة، وصنعوا لنا الرئيس وعلَّبوه، وأحضرناه الى لبنان لنضع عليه خاتم “صُنِع في لبنان” ولم نكُن بفعلتنا يومذاك أكثر من صُنَّاع أذلّاء لصانعي القرار.

وحدثت المُعجِزة في 31 تشرين الأول 2016، وانتخبنا رئيساً بإمكاننا القول أن سيناريو انتخابه كُتِبَ في لبنان، لا بالحِبر بل بالدمّ الأغلى من التِبر، والذي أهدرناه بغباء خلال الحرب الأهلية، وسكبناه بحُبّ وشرف وتضحية وولاء على ترابنا الطاهر في حرب التحرير عام 2000، وعمَّدنا النصر النهائي في تموز 2006، وأعلنَّا عندها أننا نستحقّ الإستقلال، وطيلة الفترة التي تَلَت نصر تموز كنا ما زلنا نناضل بالأظافر وباللحم الحيّ وبالرجال العِظَام من الجيش والمقاومة لنُدافع عن هذا الإستقلال، رغماً عن الدول العُظمى وعن الأدوات الصُغرى من دولٍ عربية ذليلة، لا تستحق “لبنان الكرامة” ولا هي تؤتمن على فلسطين القضية، وبات إنتماء وطن المقاومة الى قوميَّة العرب، مسألة من حقِّنا إعادة النظر بها، إذا ما استمر العرب في الإنتحار على مذابح “أبي جهل” لإحياء مواسم “ربيع العرب”، وقذفِنا من على حدودنا الشرقية بِحُثالة شياطين الإرهاب.

نحن اليوم نُعلِن استقلالنا، عن كل الأمم، بعد أن أثبتنا عبر انتخاب رئيسٍ “صُنِعَ في لبنان” أننا لو لم ننتصر على كل الأمم بصمودنا وعنادنا خاصة خلال السنتين ونصف اللتين سبقتا انتخاب فخامة الرئيس عون، فإننا كنا على استعداد لأن نبقى بلا رئيس أشهراً إضافية بل سنوات، ولن نقبل بطائفٍ جديد نُساق إليه، ولا دوحة جديدة يقتادوننا إليها كما الإبل، ولَمَا نِلنا الإستقلال الحقيقي عام 2016.

وقبل الإحتفال بذكرى الإستقلال في الثاني والعشرين من الجاري، نقول لفخامة الرئيس ولدولة الرئيسين، أننا نُطالبكم بالإستقلال عن الماضي، وإقفال ملفات الخلافات لا بل إحراقها في نارِ جُهنَّم، ومغفورة خطايا من نؤيِّدهم في السياسة ومن نخاصمهم، وأنننا حاضرون أن نكون “الشعب الغفُور” ولكن بشرط، أن نرى على منصَّة الإستقلال رجال دولةٍ يجمعهم العهد والوعد لبناء دولة، ولا نرغب برؤية تماثيل من خَشَب على خشبة تمثيل الوطن والتمثيل على الشعب والوطن…

لسنا نرغب في الدخول وإبداء الرأي بهذا الوزير أو ذاك في تشكيلة حكومية تُفرملها التوازنات السياسية، وكائناً من كانوا “نواطير الكَرم” فنحن غيرمعنيين بأسمائهم، شرط الّا يستمر التهام الكَرم بأنياب النواطير ولا يبقى للوطن والشعب العظيم خصلة عنب، لأن الشعب العظيم أكبر من كل النواطير، وهو صاحب الكَرم، وهو الذي يرويه بالعرق والدموع والدماء، وهو من يجب عليه أن يدفُن في تراب الكَرم من يستبيح أرزاقه ومستقبله وأحلام أولاده.

ولسنا نرغب في الدخول وإبداء الرأي في قانون الإنتخاب، طالما أن الدستور اللبناني لا يُجيز استفتاء الشعب اللبناني، ونحن عن هذا الحقّ متنازلون وسننتخب وفق أي قانون انتخاب عليه تتوافقون ولكن،
لا لنائب إبن حرام سارق ومرتكب ومزوِّر وتاجر دماء، ولا لبوسطات تشحن مَن يمتلك الملايين “إيجار البوسطة” التي ستحمله الى ساحة النجمة، لمجرَّد أنه فقط إقطاعي أو اغتنى من مال الفقراء و”عربش” على أكتاف الضعفاء، وتبقى الكُرة في ملعبنا لإختيار الأصلح يوم الإنتخاب، وتبقى علينا مسؤولية التغيير والإصلاح، وأن نستحقّ الإستقلال عن الظلم والقهر في وطن الكرامة الإنسانية، وأن يستحقّ رجال دولتنا الوقوف على المنصّة لإستعراض الرجال، وإلّا لا أنتم منَّا ولا نحن ننتمي إليكم واستقيلوا عنَّا وعن الوطن.

أمين أبوراشد