-زينة الميلاد في بلدية بيروت تكلّف الشعب اللبناني مليون دولار اميركي “فقط لا غير”
***
لم يبق سياسي ومسؤول لم يتحفنا بمقولة ان اقتصاد لبنان سينهار وان الليرة بخطر، وان سلسلة الرتب والرواتب سيعاد النظر بها وربما ستلغى، بسبب عجز خزينة الدولة عن تلبية متطلباتها، الخ من الاحاديث الصحفية والبرامج التلفزيونية والاذاعية وتقارير في الصحافة المكتوبة عن خطورة عجز الخزينة، لنكتشف ان الفاسدين ما زالت اياديهم طليقة ليكملوا سرقاتهم ويملأوا جيوبهم من عرق الشعب الكادح والطبقة العاملة المذلولة بلقمة عيشها، وبكل وقاحة يذيل رئيس ديوان المحاسبة كما رئيس بلدية بيروت تواقيعهما على مبلغ مليون دولار اميركي “فقط لا غير”، لتصرف على جمعية وهمية بحجة الزينة، وما اكثر هذه الجمعيات التي تتاجر بمآسي الناس، ليزداد اعضاؤها جشعاً وشراً، وما ابهرها هذه الزينة بمليون دولار، وكأن روح العيد لا تكون الا بالهدر والاسراف فيما فقراء العاصمة يموتون كل يوم اما جوعاً او بردا في كل فصل شتاء مهملين تحت جسورها، مع العلم ان صاحب العيد السيد المسيح ولد فقيرا في مزود، في حين باتت بلدية بيروت برئيسها واعضائها ومحافظها متهمين بالتقصير بواجباتهم وبتغطية حيتان المال ومشاريعهم التي تفوح منها روائح الصفقات مثل مشروع “الايدن باي” الذي بني على شاطئ البحر ضمن الملك العام اي على املاك الشعب اللبناني، لصالح فرد واحد رأسمالي لا يشبع.
ربما بات لزاماً على العهد القوي الذي كلنا ثقة بنيته قطع يد الفاسدين ورميهم وراء القضبان، أن يبدأ بقطع الرؤوس قبل الايادي، فالمافيا حين تقطع رأسها تقضي على باقي اعضاء جسدها، هم أفاعي يمصّون دم الشعب اللبناني، ولكنهم براء من لبنانيتهم، فاللائنساني لا “جنسية له ولا طائفة بل يشغله معلّمه إبليس العصر، الدولار الاميركي و”فقط لا غير.