ليس أبلغ من عبارات وأشكال التضامن مع رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إلا تلك الصادرة بصدق وعفوية وبمبادرات فردية عابرة للحدود بين لبنان المغترب ولبنان المقيم، من قِبل أفراد أرادوا التعبير كل على طريقته عن دعمه لمواقف رئيس الحكومة المكلّف في ظل ما يواجهه مشروع بناء الدولة الذي يمثله من محاولات وضع عصي التعطيل في عجلات عربة الحكومة العتيدة حتى قبل انطلاقها. فارتفعت صور في بيروت وطرابلس ومختلف المناطق للرئيس الحريري إلى جانب العلم اللبناني تحمل عبارات التأييد والتضامن، كما رُفعت صور وعبارات مماثلة على لوحات إلكترونية في بعض شوارع العاصمة.
«أنت الزعيم والباقي فاصلة 8».. عبارة تختزن موقفاً ورسالة من أبناء الطائفة السنّية إلى من يعنيهم الأمر وإلى من يدّعون أنهم يمثلونهم، أي «سنّة 8 آذار» التابعين لـ«حزب الله»، فأتت اللافتات والصور المرفوعة للرئيس الشهيد وللرئيس الحريري لتقول بوضوح: «طالما الحق معك.. نحنا معك»، و«ستبقى أنت القرار وبس».
يدرك كثيرون أنّ القضية ليست قضية تمثيل لنواب محسوبين على فريق سياسي بقدر ما هي أزمة مُفتعلة لتحقيق خرق موهوم في أرضية التمثيل الكاسح لـ«تيار المستقبل» وعرقلة تشكيل الحكومة ومنع انطلاقها. ويذهب الخبراء الدستوريون إلى اعتبار ما يجري انتهاكاً للدستور واتفاق الطائف بأن تُفرض على رئيس الحكومة شروط وطلبات في استحقاق يُفترض أنّ استشاراته ليست مُلزمة أصلاً. وبالمحصلة فالنتيجة واحدة إنّ «حزب الله» لم يلاقِ الرئيس الحريري في مبادراته من أجل ولادة الحكومة لأنّ الحزب «الإقليمي» ربما لا يريدها أن تبصر النور.
-المستقبل-