لا يزال «حزب الله» مصراً على مطلبه بتوزير «سنة 8 آذار» في الحكومة اللبنانية العتيدة. وقال نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في احتفال أمس: «عند تكليف رئيس الحكومة الأستاذ سعد الحريري، استمع الرئيس المكلف لمطالب الأفرقاء المختلفين، ومنهم السنة المستقلون، الذين عبروا عن رأيهم وعن موقفهم، راجعوا كل ما ورد في وسائل الإعلام وفي التحليلات، كان الكلام دائماً أنه توجد ثلاث عقد: العقدة مع القوات اللبنانية، والعقدة الدرزية، وعقدة تمثيل السنة المستقلين، هذا كان من أول يوم بالتكليف. إذا فمسألة السنة المستقلين ليست جديدة، هي مسألة قديمة من وقت التكليف، نحن كحزب الله قررنا أن لا ندلي برأينا إعلامياً في العقد الثلاث، وأبدينا رأينا للمعنيين وفق المناسب واللازم، وخصوصاً مع رئيس الحكومة، يعني رئيس الحكومة يعرف رأينا في كل هذه المسألة، ولكن فضلنا ألا نعلن ذلك ولا نقول رأينا في هذه المسألة كذا وفي تلك المسألة كذا، لنسهل على الرئيس عملية التأليف، وذكرنا الرئيس مرات ومرات بأن مسألة تمثيل السنة المستقلين أمر ضروري، وكما تعملون على حل عقدة القوات اللبنانية والتمثيل الدرزي اعملوا على حل عقدة السنة المستقلين».
وأسف «لو لم تكن هناك خطوات جدية في هذا المجال، ولم يقارب الموضوع نهائياً على المستوى العملي، بينما الأشهر الخمسة ضجت بالحديث عن العقدة الأولى عقدة القوات، والبلد كان في حال من الغليان ونقاشات وعروض وعروض مضادة، واتهامات واتهامات مضادة، لأن المسألة كانت في محل اهتمام وبحث وأثيرت في الإعلام، بالطريق حلت المسألة الدرزية، ولكن لم يكن هناك أي مسعى لحل مشكلة السنة المستقلين.
هنا عندما وصل الأمر إلى حل العقدتين الأولى والثانية، أراد رئيس الحكومة أن يعلن الحكومة من دون أي معالجة لمسألة السنة المستقلين، فبرزت أنها مشكلة مستجدة ولكنها ليست كذلك، وإنما هي موجودة من خمسة أشهر، لكن لم يكن هناك تحرك أساسي في هذا الموضوع».
وأكد قاسم «أن حزب الله مع تشكيل الحكومة في أسرع وقت، قالها ويقولها، ولكن الحل بيد رئيس الحكومة، هذا أمر يمكن معالجته مع قليل من التفهم والتواضع والمعالجة الصحيحة، هؤلاء يمثلون شريحة واسعة من الناس وعلى القواعد التي تم اعتمادها في تمثيل من نجح في الانتخابات النيابية يحق لهم أن يمثلوا بواحد، نحن مع تأكيد إنجاز حكومة وحدة وطنية، هذه الحكومة لا تكتمل إلا إذا تم تمثيل السنة المستقلين على قاعدة أن الجميع تم تمثيلهم والاتفاق معهم والبحث عن حلول مختلفة».
من جهته أكد رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين «أن تشكيل الحكومة يحتاج إلى توافق وتفاهم، وطريق التوافق والتفاهم يحتاج إلى حوار، والحوار يحتاج إلى أن يسمع الناس بعضهم بعضاً، أما أن يسد البعض آذانهم، فهذا ليس حواراً، ولا طريقاً للتفاهم والتوافق، وبالتالي إذا كان البعض ما زال يعتقد أن طريق تشكيل الحكومة مبني على التوافق والتفاهم، عليه أن يبذل المزيد من الحوار والنقاش والاستماع إلى الآخرين للوصول إلى نتيجة طيبة». وزاد: «ما يطالب به النواب المستقلون، هو حقهم الطبيعي من خلال تمثيلهم لشريحة شعبية جيدة ومهمة، وهذا هو منطقنا الذي نقدمه بكل هدوء وواقعية وموضوعية، ولذا فإن هؤلاء النواب المستقلين يتمسكون بحقهم، ونحن نقف معهم وندعمهم».
-الحياة-