إيلي الفرزلي-
تحت عنوان تعزيز الدبلوماسية البرلمانية، استضافت لجنة الشؤون الخارجية برئاسة النائب ياسين جابر وفداً من لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الفرنسية في مجلسي النواب والشيوخ الفرنسيين. الفرنسيون يقولون إنهم أرادوا أن لا تبقى العلاقة بين البلدين على مستوى الحكومات فقط، إنما على «المستوى الشعبي أيضاً عبر ممثلي الشعبين». لا جدول أعمال محدد للاجتماع، الذي دام ساعة. كل نائب أو ممثل كتلة يقول ما لديه وهكذا دواليك. لذلك كانت النقاشات متشعبة وطاولت أكثر من قضية من الاقتصاد إلى السياسة إلى فلسطين، من دون أن يغيب حزب الله وإيران.
اقتصادياً كان التركيز على أزمة النزوح والأعباء التي يتحملها لبنان، من دون أن يلقى الدعم المطلوب من أوروبا والذي مهما زاد فهو لا يقاس بكلفة النزوح لو طاول أوروبا نفسها.
عندما تحدث النائب بيار بو عاصي عن أهمية تقديم فرنسا الدعم إلى لبنان، قال له أعضاء الوفد، الذين بدوا مدركين تماماً للواقع السياسي اللبناني، إن الدعم يُقدم لمؤسسات تعمل، وأنتم في القوات لا تسهّلون تشكيل الحكومة، فحلوا المسألة لنقدم لكم الدعم.
كذلك تم التطرق إلى مسألة الاعتداءات الصهيونية المتكررة على لبنان، وإلى الضغوط التي كانت تتعرض لها شركة توتال الفرنسية للتخلي عن التنقيب عن النفط في لبنان، قبل أن يحسم الفرنسيون قرارهم باستمرار الالتزام بالمهل المتفق عليها.
فلسطين وما يتعرض له شعبها حضرا من بوابة الحصار الذي يفرضه الأميركيون على منظمة الأونروا، والهادف إلى إسقاط حق العودة. أحد النواب الفرنسيين وهو وزير سابق في حكومة جاك شيراك، قال إن وجود خطاب رافض للاعتراف المتبادل له انعكاسات على فرنسا من جهتين: معاداة السامية ومعاداة المسلمين. وعليه، قال إنه يجب أن نذهب باتجاه السلام على قاعدة حل الدولتين، فرد عليه النائب نواف الموسوي: عندما تنجحون في إقامة دولة فلسطينية تعالوا وحدثونا عن السلام.
نائب فرنسي آخر أراد أن يستغل فرصة وجود الموسوي فقال: «ما دام معنا نائب من حزب الله، فأنا أرغب بسؤاله عما نسمعه كثيراً عن استلهام الحزب للنموذج الإيراني وعن علاقته بإيران. فقال له الموسوي: «نشأنا كحركة مقاومة عام 1982 وباشرنا العمل الحزبي في العام 1985، ونحظى بتأييد شعبي كبير تثبته أرقام الحزب في الانتخابات الأخيرة. أما في شأن العلاقة مع إيران فهي أبعد بالتاريخ من العلاقة بين فرنسا وبعض اللبنانيين. يضيف: تعود العلاقة إلى 600 سنة خلت، حين كنا نرسل علماءنا ليدرّسوا في إيران». كما اعتبر أن «العلاقة مع إيران راسخة ومتعددة المستويات، وفي طليعتها أن إيران كانت إلى جانب الشعب اللبناني في مقاومته الاحتلال الإسرائيلي».
ماذا عن جورج إبراهيم عبدالله المعتقل في فرنسا خلافاً لكل القوانين الفرنسية والدولية؟ لم يتذكره أحد من أعضاء الوفد اللبناني.
-الأخبار-