– عن أخت لعازر ومرتا ومريم المجدلية (مريم الصامتة- 1)
– أمراض لا يمكن علاجها سوى بالصلاة والتكفير..
***
يسوع يحيّر العلماء في مجمع الناصرة ويرفض شبان بين تلاميذه
…علّم من جديد في المجمع، وتحدث عن حبة الحنطة التي ستفنى. فسخط الفرّيسيون مرة ثانية، وكرروا أن يسوع لم يكن سوى ابن يوسف النجار، ولاموه بخاصةٍ بسبب علاقاته مع العشارين والخطأة. تحدثوا معه أيضاً عن الأسينيين الذين يعتبرون أنهم منافقون ولا يعيشون بحسب الشريعة. لكن يسوع أكّد لهم أن هؤلاء يطبقّون الشريعة أفضل منهم، وأن النفاق إهانة توجّه إليهم وحدهم…
… لقد أرادوا أن يُخضعوا يسوع للإختبار بأي طريقة ممكنة. ومن بينهم جاء ناموسي وطبيب متقدم في السن، ضخم البنية ذو لحية طويلة، يضع حزاماً خاصاً مع شارة على الكتف… وبينما كان يعلّم (مجمع الناصرة) قاطعه العلماء عدة مرات وطرحوا عليه مسائل شائكة كثيرة، لكنه جعلهم يصمتون بفضل حكمة أجوبته. ورد يسوع بوجه الخصوص على أسئلة الناموسيين من خلال مقالات مقتبسة من شريعة موسى بفطنة مثيرة للإعجاب. فدان الطلاق على نحو قاطع. معتبراً أن الزواج لا يمكن حلّه، وأنه إذا كان الزوج أمام استحالة أخلاقية للعيش مع إمرأته، يسمح له بالإنفصال عنها، لكنهما يبقيان دائماً جسداً واحداً ولا يستعيدان الحق في الزواج مرة أخرى. أثار هذا الأمر إمتعاض اليهود.
وسأله الطبيب عما إذا كان يستطيع التمييز بين الأمزجة اليابسة أو الرطبة، وتحديد الكواكب التي تعيش عليها هذا النوع من البشر أو ذاك، وتسمية نوع الأعشاب التي توصف لها المرض أو ذاك، وأخيراً إطلاعهم على الطريقة التي تكوّن فيها جسد الإنسان. فأجاب يسوع على هذه الأسئلة بحكمة عظيمة؛ وتحدث عن عِقد بعض المستمعين وعن أمراضهم والعلاجات اللازمة لشفائهم منها، وأخبرهم عن الجسم البشري أموراً يجهلها الطبيب كلياً. وتحدث عن تأثير الروح على الجسد، وعن أمراض لا يمكن علاجها سوى بالصلاة والتكفير عن الذنوب، وأخرى تستدعي المساعدة الطبية. وكانت خطاباته مليئة بالحكمة والبلاغة إلى درجة أن الطبيب دُهش واعترف بهزيمته، وأعلن للمخلص أنه لم يعرف قط رجلاً يضاهيه علماً.
وراح يسوع بعدها يصف جسم الإنسان بأعضائه وأوردته وأعصابه وأمعائه، وكشف لهم عن غاية كل منها وارتباطها في ما بينها بدقة رائعة ورؤية أشمل، حتى أن الطبيب خجل أمامه.
ومن بين الحاضرين أيضاً عالم فلك، فتحدث يسوع عن دورة النجوم، وانعكاسها على بعضها، وتأثيراتها المختلفة، وتطرّق إلى المذنبات والمجرات. وتوجّه إلى أحد مستمعيه بأمور أخرى عميقة جداً حول الهندسة المعمارية. ولم يستثنِ التجارة، وفي النهاية دان الموضة والرفاهية الآتيتين من اثينا. وخلص إلى ان هذه الأمور أكثر خطورةً ولا تُعتبر مع ذلك من الخطايا ولا يتمّ التكفير عنها.
لقد أذهلت الحكمة العميقة التي أشرقت من كلمات يسوع عقول مستمعيه..
(المجلّد الأول – الجزء الثالث – السنة الأولى من الحياة العامة، الفصل السابع، ص:260-261-262)
يسوع يذهب إلى بيت عنيا ويواصل الدعوة إلى معمودية يوحنا
عن أخت لعازر ومرتا ومريم المجدلية (مريم الصامتة)
هي تبقى مختبئة ولا تنطق بأي كلمة أمام أي شخص على الإطلاق. لكن عندما تكون وحدها في غرفتها أو في الحديقة، تتحدث بصوت عال، وتتوجه بالكلام إلى لنفسها أو إلى الأشياء التي تحيط بها، والتي تبدو لها حيّة.
عندما يكون بقربها أحد الأشخاص، لا تقوم بأي حركة، وتبقى عينيها مغلقتين في وضعية تشبه التمثال. إلا أنها تسلّم على الآخرين من خلال الإنحناء وتهتم بجميع مظاهر اللياقة الإجتماعية.
عندما تكون بمفردها، تعمل على صنع ملابسها وتؤدي بشكل امثل جميع أنواع الأشغال. وهي ورعة جداً، غير انها لا تذهب أبداً إلى المجمع، لكنها تؤدي الصلوات في منزلها.
أعتقد أنها تتلقّى الرؤى وتتحدث مع أرواح. تكنّ هذه الفتاة حناناً لا يوصف لشقيقها وشقيقتيها، وبخاصةٍ تجاه مريم المجدلية. كانت تلك طريقتها في العيش منذ شبابها. وفي حضورها كل شيء لائق، لم يكن فيها أي شيء يشير الى الجنون. ووُضعت لخدمتها العديد من النساء..
(المجلّد الأول – الجزء الثالث – السنة الأولى من الحياة العامة، الفصل العاشر، ص:274)
***
تمّ إختصار الفَصل، ويمكن العودة الى الكتاب لقراءة النصوص بشكل كامل.. والكتاب متوفّر في مكتبة “البولسية”في جونية – ودير القديسة تريزيا الطفل يسوع في السهيلة..
عن كتاب رؤى “آنا كاثرين إيميريخ” حول حياة سيدنا يسوع المسيح (المجلّد الأول – الجزء الثالث – السنة الأولى من الحياة العامة).
كتابة الراهب الموقر الأخ جوزيف ألفار الدولي من رابطة الرهبان الدومينيكيين. ترجمة حديثة بالكامل للنص الإلماني نفذّها شارل ديبيلينغ.
ترجمته الى العربية كاتيا عازار مظلوم تحت إشراف وتنسيق الأب مروان خوري.