جاء السفر المفاجئ للرئيس سعد الحريري إلى السعودية، رغم ضغوط مساعي تأليف الحكومة الجديدة وفي الظروف الحرجة التي تعيشها الرياض، تعبيراً عن استثمار سريع للكلام الذي نقلته وكالة «رويترز» عن دور فريق ولي العهد المكلف قتل الخاشقجي في توجيه الإهانات للحريري والتعدّي عليه بالضرب، ليقف الحريري إلى جانب السعودية في محنتها منعاً لاستغلال ما تعرّض له ضدها، بصورة تتيح له طي الصفحة مع الرياض لصالحه، واستبدال «بق البحصة» بطي الصفحة، وربما يكون الحصول على دعم بمواجهة المطالب التي ترفعها القوات اللبنانية بوجهه، بعدما خسرت القوات الراعي السعودي لملفها، سعود القحطاني المستشار الأول في الديوان الملكي والذراع اليمنى لولي العهد، والمتهم الأول في قضية الخاشقجي.
مع سفر الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى السعودية ستأخذ الاتصالات الحكومية إجازة ليومين بانتظار عودته يوم غد الخميس، علماً أنّ المؤشرات تشير إلى أن لا تقدّم يُذكر في ما خصّ حلّ العقد المتبقية المتصلة بالحقيبة التي قد تعطى للقوات بدلاً عن العدل، وبتمثيل سنة المعارضة وإنْ كان الحريري قد ابلغ كتلة المستقبل انّ الحكومة ستتألف في غضون الأيام المقبلة. وأعلن الرئيس المكلف في دردشة مع الإعلاميين أنّ «الاتصالات لتأليف الحكومة مستمرّة مع مختلف الأطراف ولم تُجمّد».
ورداً على سؤال عن تخليه عن إحدى حقائبه في إشارة إلى وزارة الاتصالات، قال: «هل أتخلّى أكثر مما فعلت؟» وأكّد أنّ «لا خلاف مع النائب السابق وليد جنبلاط وما تمّ تداوله غير صحيح». وعن إلغاء الموعد مع النائب وائل أبو فاعور، قال الحريري: «السبب هو انشغالي وقد التقي به بعد عودتي من الرياض».
-البناء-