أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


مؤشرات انتشار الفساد في المجتمع اللبناني باتت مقلقة- نسيم بو سمرا

-الفاسدون مكانهم في سجن رومية لا في السلطة او إدارة الدولة ولا في بلديات لبنان

***

باتت المؤشرات على انتشار الفساد في المجتمع اللبناني واضحة اكثر من قبل، غير ان المقلق في هذا الاطار هو ان يقبل الناس الرشوة وكأنها جزء من نظامنا الاداري والقضائي، والذي لا يمكن لعجلته ان تدور من دونها، لا بل الاخطر ان تتم محاربة الاصلاحيين الذين يسعون الى استئصال الفساد من جذوره بحجة الخوف من انهيار النظام في لبنان، فيفضّلون منطق البرطيل بدل الحقوق التي يكفلها القانون للمواطنين.
غير انه اذا كان من الطبيعي ان يتصدى الفاسدون من كارتيلات تجارية ومافيات رأسمالية وتجار مخدرات ورؤساء عصابات وزعماء ميليشيات، لحاملي لواء الاصلاح، خشية من تسكير مزاريب التنفيعات والتزوير والتهريب، التي من دونها تسقط امبراطورياتهم المالية فتنتهي الى غير رجعة، الا ان من غير المبرر ان يتصدى المواطن المعتر والفقير الذي يزداد فقراَ يوما بعد يوم نتيجة هذه المنظومة المتكاملة من الافساد، لأخيه المواطن الذي يشبهه في حالته الاجتماعية، فيقف عثرة امامه لتحقيق هدفه باصلاح الدولة، الذي سينعكس ايجابا على جميع المواطنين، وهنا ندخل الى موضوع القيم المجتمعية، التي تدفع هذا المواطن الى الوقوف الى جانب الازعر بوجه الآدمي، في خضم معركته الاصلاحية، والرابح الاكبر بالنتيجة في هذه الحرب التي نشنها على الفساد، هم الفاسدون أنفسهم لانهم يضعون الناس بوجه بعضهم البعض، مبعدين بذلك خطر المحاسبة عنهم، التي اذا ما تمت، سيصبحون بنتيجتها وراء القضبان في سجن رومية، وهذا هو مكانهم الطبيعي لا كما هو حاصل اليوم، بشغلهم مناصب في السلطة او مسؤوليات في إدارة الدولة وفي بلديات لبنان.