دعا أكثر من 40 عضوا في الكونغرس الأمريكي رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، لفرض عقوبات شديدة ضد السعودية على خلفية اختفاء الصحفي، جمال خاشقجي.
ونشر عضو مجلس النواب الأمريكي، لويد دوجيت، يوم الخميس، على موقعه الرسمي رسالة موجهة لترامب وقعها أكثر من 40 مشرعا جاء فيها أن هناك أدلة متزايدة “تشير إلى أن حكومة المملكة العربية السعودية دبرت اغتيال جمال خاشقجي”.
وقال النواب الأمريكيون في الرسالة إنه ينضمون إلى زملائهم في مجلس الشيوخ الذين يحثون ترامب على اتخاذ قرار لفرض عقوبات على المسؤولين عن قتل خاشقجي في إطار “قانون ماغنيتسكي”، الذي ينص على محاسبة الأطراف المتورطة في عمليات الاغتيال أو التعذيب للأشخاص خارج القضاء.
ودعا النواب الرئيس الأمريكي إلى إبلاغ الكونغرس باتخاذه القرار المناسب في غضون 120 يوما، إلا أنهم أعربوا عن أملهم في أن يحدث ذلك بأسرع وقت.
وأضاف الموقعون على الرسالة: “نحثكم، في حال تطابق تحقيقاتكم واستنتاجاتكم المباشرة مع تقارير وسائل الإعلام حول هذه العملية المثيرة للامتعاض، على فرض عقوبات صارمة وشاملة، كما ندعوكم إلى تعليق انخراط الولايات المتحدة في اليمن والذي أسفر عن مقتل عدد لا حصر له من النساء والأطفال العزل”.
وفي تعليق على هذه الرسالة، وصف دوجيت الموقف الحالي للرئيس الأمريكي بالمخجل لا سيما “في ظل الأدلة المتزايدة التي تثبت ارتكاب السعودية هذه المذبحة”، منوها بأن “على الكونغرس أن يتحرك”.
واعتبر النائب الأمريكي أن الخطوة الأولى بعد فرض عقوبات على السعودية ووقف دعم عملياتها في اليمن يجب أن تتمثل بطرد سفير المملكة من واشنطن وتعليق مبيعات الأسلحة للسعودية.
وتواجه السعودية، أكبر وأهم حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، انتقادات واسعة من الناشطين وبعض الساسة الأمريكيين على خلفية اختفاء خاشقجي، الذي انتقد كثيرا سياسات المملكة في مجالات عدة، بعد دخوله مقر قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول بتركيا يوم 2 أكتوبر، على الرغم من أن إدارة سيد البيت الأبيض لم تعلن حتى الآن موقفها أو فرضيتها مما حصل للإعلامي السعودي، مكتفية بالإعراب عن قلقها وبدعوة الرياض للتحقيق النزيه في القضية.
وقدمت السلطات التركية والسعودية روايات متضاربة بشأن مكان وجود خاشقجي، الذي لم يره أحد منذ دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث تقول أنقرة إنه لم يخرج من المبنى، بينما تصر الرياض على أنه غادره بعد وقت وجيز من انهاء العمل المتعلق بحالته العائلية.
ولم تعلن تركيا، التي تجري تحقيقا في القضية، حتى الآن فرضيتها الرسمية حول مصير خاشقجي، إلا أن مصادر عديدة بينها أمنية ذكرت أن تقديراتها الأولية تدل على أن الصحفي السعودي قتل داخل قنصلية بلاده.
وعمل خاشقجي رئيسا لتحرير صحيفة “الوطن” السعودية، كما تولى منصب مستشار للأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق لدى واشنطن، لكنه غادر البلاد بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد.
وأقام الصحفي السعودي في الولايات المتحدة منذ أكثر من عام، ومنذ ذلك الحين كتب مقالات في صحيفة “واشنطن بوست” تنتقد السياسات السعودية تجاه قطر وكندا والحرب في اليمن وتعامل السلطة مع الإعلام والنشطاء.
-العالم-