أشارت معلومات الى أن الرئيس المكلف سعد الحريري سيسير بحكومة من دون القوات إذا استمرّت على شروطها، نفت مصادر مستقبلية ذلك مشيرة لـ»البناء» الى أن «الحريري لن يسير بحكومة من دون القوات، لكن المواقف العالية السقف التي أطلقها مسؤولو حزب القوات أمس، أوحت بأنها لم تُمنح ما أرادته من حقائب وأنها ستقبل على مضض ما عُرض عليها لكنها حاولت في مفاوضات الربع الساعة الأخيرة انتزاع الحد الأقصى من المكاسب الوزارية، لكن وفق مصادر لم تعد القوات بموقع وضع شروط على الرئيس المكلف، حيث إن قطار الحكومة قد سلك ولن يعود للوراء ومَن يركبه يدخل الى «جنة الحكومة» ومن يتخلّف عنه فسيبقى خارج الحكومة ولا يمكن للقوات أن تفعل.
وبحسب المصادر فقد عرضت على القوات نيابة رئاسة الحكومة وحقائب الصناعة والثقافة والشؤون الاجتماعية، لكن جعجع أصر على العدل، وقال النائب جورج عدوان: «الحكومة لا بكرا ولا بعد بكرا»، مضيفاً من مجلس النواب «لا نسعى لحصص وحقائب معينة»، واشار الى ان «من يراهن على خلاف القوات والحريري فرهانه في غير مكانه». وتابع «اي حكومة لا تعكس التوازنات في البلد يُكتَب لها الفشل قبل ان تقوم بمهامها وهو أمر يعرفه الحريري». وقال «تلقينا عرضاً من الرئيس المكلف في ما يتعلق بوزارة العدل والحكومة تسير بالاتجاه الصحيح وهي لا تزال تحتاج الى بضعة أيام كي تبصر النور». أما رئيس القوات سمير جعجع فأشار الى أن «غالبية الأفرقاء تريد القوات في الحكومة باستثناء بعض الوجوه الصُّفْر». وأضاف: «يضحك كثيراً مَن يضحك أخيراً».
وقالت أوساط تيار المستقبل لـ»البناء» إن «السبب الاهم الذي دفع باتجاه تأليف الحكومة هو عامل الوقت الذي أرهق الجميع ووضعهم أمام مسؤولياتهم الى جانب أسباب اخرى قد لا تكون داخلية». ووصفت الحكومة بأنها حكومة الامر الواقع، لكنها رأت أن «التوزيع الحكومي كان يمكن أن يتم منذ خمسة أشهر». لكن المصادر حذرت من أن اي ثغرة أو خطأ في المفاوضات قد يعيد الامور الى نقطة الصفر ويؤخر الولادة اياماً عدة».
-البناء-