في الملف الحكومي دبّت الحياة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في الاتصالات واللقاءات على كل الجبهات والعقد والمحاور، بينما حرص رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري على إقامة خطوط تواصل بينهم على مدار الساعة، لم يقطعها وجود بري في جنيف، ولا غياب زيارة الحريري إلى بعبدا، تعبيراً عن رغبة بأن تكون الزيارة المقبلة آخر زيارة لرئيس مكلف، لتعلن الحكومة العتيدة في ختامها، واستثمار الوقت المتبقي لوجود الرئيس بري في الخارج لإتمام آخر اللمسات الضرورية لإنهاء تفاصيل التشكيلة الحكومية، التي قالت مصادر مشاركة في الاتصالات إنها تخطت آلام المخاض، وإن عملية الولادة تتم بشكل سلس مع تذليل العقبات الرئيسية، وإن الحقيبة العالقة في حصة القوات اللبنانية يجري تداول عدد من الخيارات لتخطيها، بعدما حسم الأمر بحقيبة أساسية واحدة، من دون أن تحسم هذه الحقيبة، حيث تصرّ القوات على حقيبة العدل التي يتمسك بها رئيس الجمهورية.
العقدة الدرزية تبدو قد خرجت من ماراتون الأزمات، بعدما ترجم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط صورة التسوية التي أنهتها برسم معبر قام بنشره مع تغريدة تحضّ على التسويات، والرسم يظهر صورة شخصين يجلسان على مقعدين محسومين ومعقد ثالث يجلس عليه شخص قيد التشكل من نصفين، ما يعني أن الوزير الدرزي الثالث جاء حصيلة شراكة في التسمية قالت مصادر معنية إنها تمثلت بتفويض جنبلاط والوزير طلال إرسلان لرئيس الجمهورية باختيار اسم من اللائحتين اللتين أودعتا لدى الرئيس مع قبول مسبق بمن يقع عليه اختيار الرئيس.
-البناء-