– القرف الذي ابتلينا به في المخيمات، صناعة أميركية إسرائيلية عَ خليجية (أمين أبوراشد)
***
خلال المعارك التي حصلت منذ أيام بين حركتيّ فتح وأنصار الله في مخيَّم الميِّة وميِّة قرب صيدا، استقدمت فتح قِوى إضافية من مخيم عين الحلوة، في الوقت الذي أصدرت فيه حركة أنصار الله البيان التالي:
“رسالة الى ضباط وعناصر حركة فتح / الأمن الوطني: إن لم توقفوا الهجوم على مقر الأمانة العامة وأمينها الأخ المجاهد جمال سليمان، فإننا سنضطر لفتح المعركة في كل المخيمات، فلا تُحرجونا وكونوا عند مسؤليتكم للحفاظ على المخيمات لأن المؤامرة أكبر من الجميع”.
( اللهم إنا قد بلَّغنا اللهم فاشهد )
حركة المقاومة الإسلامية أنصار الله
لن نُعلِّق على هذه الإشتباكات ونتائجها، لأن جماعة فتح في المخيم “وضعوا عقولهم في رؤوسهم” وسلَّموا بعض الزعران الى مخابرات الجيش اللبناني، والتعليق على ما حصل من ضحايا وتدمير جاء على لسان سيِّدة فلسطينية من سكان المخيم التي قالت عبر الشاشات: “نُريد أن نرتاح من هؤلاء الكلاب”، بصرف النظر عن مَن تعنتهم بالكلاب، جماعة فتح أو أنصار الله، لأننا كلبنانيين لا يجب أن نفصل في النعت بالكلبنة بين قادة “زُمَر القوى والفصائل”، وكل فلسطيني يحمل قطعة سلاح على الأراضي اللبنانية هو بالنسبة لنا يرقى لدرجة ذئب، منذ أتاح لهم إتفاق القاهرة اللعين أن يتولوا أمنهم الذاتي الذي انتهك وينتهك السيادة اللبنانية.
المُضحِك في الأمر، أن “أحد قادة القوى والفصائل” في مخيم الميّة وميّة أوضح، أن الإشتباكات جاءت نِتاج خلافات سياسية متراكمة بين الطرفين، ولم يُوضِح لنا هذا القائد الذئب، ما تعريفه للخلافات السياسية بين فصيلين داخل مخيم فلسطيني في لبنان؟
هل هو على حلّ الدولتين، أم على موضوع حقّ العودة، أم على سُبُل وقف الإستيطان، أم على تهويد القدس؟! ونحن نملِك الجواب:
أي خلاف في أي مخيم فلسطيني في لبنان، هو إما على إيواء إرهابيين لدى فصيل للإستقواء على فصيلٍ آخر، أو يكون الخلاف على اقتسام الأموال – خاصة أن منظمة التحرير، أوقفت تمويل أنصار الله منذ ثلاثة أشهر-، أو قد يكون الخلاف على فرض الخُوَّات على المحال التجارية، أو على إدارة ماخور للقمار، أو وكر للدعارة، وهذا هو دور كل القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان، وهذه هي الغاية من سلاح أمنها الذاتي في المخيمات، وفي تلال قوسايا والناعمة وباقي المناطق اللبنانية التي تشهد فلتاناً أمنياً فلسطينياً تحت عنوان النضال من أجل حقّ العودة، وهُم لم يطلقوا رصاصة على صهيوني لا في العام 2000 ولا في العام 2006، وعملوا على إيواء الشياطين والدواعش في مخيماتهم منذ العام 2011.
والى “السياديين” في لبنان الذين يُهاجمون صباحاً ومساء سلاح حزب الله والمقاومة، هذا السلاح الذي حرر لبنان وحماه ويُسيِّج حدوده بدماء الشهادة بالتكافل والتضامن مع الجيش اللبناني، نقول لهؤلاء السياديين:
عندما يُهدد زعران “الأخ المجاهد جمال سليمان”، بنقل المعارك الى كل مخيمات لبنان، ما هو شعوركم وما هي عواطفكم؟!
وإذا كانت أفواهكم تشتغل أبواقاً عند السعودية، وتعزِف غُبَّ الطلب وتخرس عند الطلب، فاعلموا، أن كل القرف الذي ابتلينا به في مخيمات لبنان، هو صناعة أميركية على إسرائيلية على خليجية، وإذا كانت مفاهيم السيادة لديكم تسليم سلاح المقاومة وهو حُلمكم الذي يُقارب الهلوسة، فهنيئاً لكم سلاح زعران القوى والفصائل، وعاشت مفاهيم السيادة التي يفرضها عليكم “أبوات القوى والفصائل الفلسطينية”، ومبروك عليكم الأخ المُجاهد جمال سليمان” وكل القوَّادين الغرباء في المخيمات الفلسطينية، الذين لولا سلاح الجيش اللبناني والمقاومة، لكان وباء زعرناتهم قد انتشر على امتداد الخارطة اللبنانية…