– جعجع ينقلب عَ مطالبته بنائب رئاسة الحكومة: فليبقَ مع رئيس الجمهورية!!
– بري قال لرياشي: أوعا تصدقوا حدا يقلكن اننا معارضين!
– العلاقات وتيار “المردة”: “تتويجها” سيتم حتى آخر السنة
***
عناوين أطلّ عليها جعجع أمس (9 تشرين الأول 2018) في جلْسةِ “تفكير على صوت عالٍ” مع مجموعة منتقاة من الإعلاميين في مقره في معراب حضرتْها “الراي” وعدة صحف.. بدأها رئيس “القوات” بـ”الأخطر والأهمّ” المتمثل في الوضع الاقتصادي – المالي الذي لم يعد يحتمل اذ “لم نعد على حافة الهاوية فحسب بل اقتربنا من القفز في الهاوية”، منتقداً مسؤولين “غير واعين وغير مكترثين” لهذا الواقع الذي قررت “القوات” مقاربته بخطة إنقاذية اقتصادية من 5 بنود وضعتْها وتعتزم طرْحها سواء تَشكّلت الحكومة قريباً أم لم تتشكّل “اذ يجب ألا ننتظر ان نصل الى سيناريو اليونان كي نتحرّك، وسنقاتل من أجل الخطة بكل الخطوات الدستورية الممكنة فالسكوت بات جريمة”.
وشدد على أن لا أبعاد خارجية وراء استمرار تأخّر ولادة الحكومة، رافضاً بشدّة تصويب البعض على السعودية في هذا الإطار ومتسائلاً “ما مصلحة لبنان في محاولة البعض تخريب علاقته بالمملكة ومهاجمتها؟ ولماذا التحامل عليها وهي التي لم تقدّم للبنان سوى كل الدعم وتحتضن عدداً كبيراً من أبنائه؟ أين المصلحة العليا للبنان في مثل هذا السلوك”؟.
واذ اعتبر جعجع ان عرقلة تشكيل الحكومة مردّه في شكل رئيسي الى رغبة البعض في تحجيم “القوات”، استحضر، رداً على سؤال حول أيّ مصلحة للعهد في ان يعرقل نفسه ومسيرته، كلاماً سمعه من ديبلوماسي غربي ومفاده ان النظام السوري يرى أنه ما دام الرئيس الحريري على موقفه من هذا النظام فيجب ألا تتشكل حكومته، وأنه من هذا المنطلق أوعز لبعض من في الداخل اللبناني هذه المهمة، مستطرداً “كأن هذا النظام مصدّق حاله”.
وفي حين أوضح أن عرْض نيابة رئاسة الحكومة بلا حقيبة مع وزارات التربية والشؤون الاجتماعية والثقافة لم يُعرض علينا مباشرة بل مواربةً بالإعلام “وأبلغنا الرئيس الحريري رفضنا الكامل له”، قال رداً على سؤال حول اعتبار البعض أن التفاوض بات محصوراً تحت سقف الحصة الرباعية وعلى نوعية الحقائب الثلاث بعد الموافقة على منْح “القوات” منصب نائب رئيس الحكومة: “أولاً القوات لا تريد منّة من أحد ولا أن يتنازل لها أحدٌ، فهي نالت في الانتخابات النيابية ثلث الأصوات المسيحية وأكثر وتالياً من حقها ان تتمثل بخمسة وزراء، وفي الحكومة الحالية كان منصب نائب رئيس الحكومة من حصتها بحقيبة فهل نرجع بعد نتائج الانتخابات الى الوراء. فليبقَ هذا المنصب مع رئيس الجمهورية”.
وأعلن “بالسلْبطة والتعطيل لا تسير الأمور وليتحمّلوا مسؤوليّتهم، ولهذا لستُ متفائلاً كثيراً”، موضحاً “حتى الساعة التفاؤل الذي يجري الحديث عنه يبقى في الإعلام ولم نلمسه بعد على مستوى الاتصالات والاقتراحات اذ بما نعرفه من الاتصالات لا تَقدُّم كبيراً، وربما يحاولون التقدم على المسارات الأخرى، و(تاركينا) للآخر”.
وأضاف جعجع: ”إننا وصلنا الى وضع لا نزيح فيه شعرة”، وقد بلّغ الاطراف الاساسيون في مؤتمر “سيدر” المعنيين، أن المطلوب ان تأتي حكومة متوازنة تضم القوات اللبنانية ، التي من دونها تكون الحكومة الجديدة حكومة غزة”.
أما في ما يتعلق بما يشاع عن ان الرئيس بري و”حزب الله” رفضا ان يحصل “القوات” على حقيبة سيادية، فأكد جعجع عدم صحة هذه الاشاعة قائلا: “أبلغ الرئيس بري الوزير ملحم الرياشي: “أوعا تصدّقوا حدا يقلكن اننا معارضين!”. وأشار الى إنطباعات لديه تفيد بأن “حزب الله” وحركة “أمل” يريدان “أن تولد الحكومة سريعاً”.
وتابع قائلا: “سمعت البارحة نظرية على لسان مسؤول غربي، ليس سفيرا، يقول ان النظام السوري يعرقل مهمة الرئيس الحريري في تأليف الحكومة، فهو لا يريد ان يشكّلها الحريري”. ولفت الى ان “اللاعبين الصغار” في لبنان ينفذون إرادة هذا النظام حاليا. لكنه قال ان هناك وقتاً محدوداً لهؤلاء لكيّ “يتسلوا”.
ودافع عن الموقف السعودي من لبنان، متسائلا: “شو عملت السعودية عاطل مع لبنان؟ ما هو المبرر لنفسد علاقاتنا معها”؟
واورد جعجع تفاصيل العرض الذي أحضره وفد شركة “سيمنس” الالمانية الى لبنان لمعالجة ملف الكهرباء ، الذي “تسبب بتدهور الاقتصاد منذ 10 اعوام وتسبب بعجز تراوح ما بين 15 و20 مليار دولار”. أضاف :”ان عرض سيمنس يمتد على 24 شهراً لإنشاء معامل إنتاج طاقة تبلغ 3 الاف ميغاواط، على ان تتولى الشركة توفير الكهرباء بوسائلها خلال فترة إنشاء المعامل لتبيعه بالاسعار نفسها التي ستتقضاها بعد إنجاز الخطة وهو أقل من 10 سنتات ما يقارب الـ 8 سنتات التي تبيعها الدولة للمواطنين.
وردا على سؤال حول تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للبنان على خلفية ما زعمه حول وجود مواقع صواريخ متورطة لـ”حزب الله” قرب مطار بيروت، قال “ليس هناك من رسالة مباشرة للبنان، بل هي تأتي في سياق التصعيد المستمر بين أميركا وإسرائيل من جهة وبين إيران”. واوضح ان المعلومات المتوافرة تشير الى ان الصور التي عرضها نتنياهو في الامم المتحدة، كان سيعرضها الرئيس الاميركي دونالد ترامب بنفسه. واعتبر هذه التطورات “خطوة إضافية في مواجهة جديّة لا علاقة للبنان بها تحديدا، وكما يقال: “في حرب الكبار إحفظ رأسك”.
وبشأن العلاقات بين “القوات” وتيار “المردة” قال: ان “تتويجها” سيتم حتى آخر السنة في “الوقت والشكل المناسبين”. وشرح ان العمل بين الجانبيّن بدأ قبل 4 أعوام من أجل “إنهاء الوضع غير الطبيعي وحالة العداء والتشرذم والبغضاء ورواسب الحرب، والتفاصيل كلها صارت منتهية”. ونفى ان يكون للامر علاقة بالموقف من الوزير جبران باسيل، مضيفاً: “ان الخلافات مع الوزير باسيل ليست على إستراتيجيات، بل على أشياء صغيرة”.
المصدر: الراي – النهار