– بعد تقطيع اوصال الخاشقجي بمنشار سيحسب الحريري ألف حساب قبل اغضاب البلاط الملكي
***
يثبت يوما بعد يوم ان اختفاء الصحافي السعودي “الناقد” جمال خاشقجي، ناتج عن مقتله، وليس عن خطفه او اعتقاله من قبل السلطات السعودية، بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول، وقد نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية التركية، أن مسؤولين أمنيين أتراكا استنتجوا أن خاشقجي اغتيل في القنصلية السعودية في اسطنبول، بناء على أوامر من أعلى المستويات في البلاط الملكي، واصفا عملية اغتيال الصحفي المعارض لولي العهد السعودي محمد بن سلمان جمال خاشقجي بالسريعة والمعقدة، حيث تمت في غضون ساعتين من وصوله إلى القنصلية من قبل فريق من العملاء السعوديين، الذين قاموا بتقطيع أوصال جسده بمنشار عظم جلبوه لهذا الغرض، وذكر المسؤول أن 15 عميلا سعوديا وصلوا على متن رحلتين يوم الثلاثاء الماضي، وهو اليوم الذي اختفى فيه خاشقجي، مضيفا ان الخمسة عشر كلهم غادروا بعد ساعات قليلة فقط، ولفتت معلومات الى ان السلطات التركية حددت الأدوار التي يُعتقد أن معظمهم قاموا بها وهم من الحكومة السعودية أو أجهزة الأمن، وأحدهم كان خبيرا بالتشريح، ويفترض أن وجوده كان للمساعدة في تقطيع الجثة.
وخلصت المؤسسة الأمنية التركية أن مقتل خاشقجي كان بأمر من أعلى المستويات؛ لأن كبار القادة السعوديين فقط هم الذين يمكنهم إصدار أمر بهذا الحجم والتعقيد، حسبما قال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه للإفصاح عن المعلومات السرية. في حين دخلت على الخط مؤخرا وكالة الاستخبارات الاميركية (CIA)، التي كشفت انها اعترضت اتصالات لمسؤولين سعوديين يبحثون فيها خطة لاعتقال خاشقجي.
في المحصلة بات على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري اكثر من أي وقت مضى ألا يغضب البلاط الملكي في السعودية، لا بل عليه ان ينفذ اوامر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحذافيرها، فالحريري لا يحسد على وضعه لأن جميع مصالحه مرتبطة بالسعودية، من الناحيتين المعيشية كما العائلية، فعائلته تسكن بشكل دائم في الرياض، ومعظم اعماله قائمة هناك فضلا عن ان بعض الممتلكات بمليارات الدولارات غير محجوز عليها بعد، وهي عبارة عن قطعة ارض وبعض الاصول المنقولة وغير المنقولة، غير ان في النهاية لا خلاص لرئيس حكومة لبنان إلا بشعبه الذي وقف كلّه معه في محنة احتجازه في السعودية، في مشهد عبّر عن روح وطنية غير مسبوقة، كما ان حمايته تكمن برئيسه العماد ميشال عون، الذي كما أخرجه من فم التنين الملكي، وأعاده سالماً الى لبنان، يمكنه اليوم ان يحميه ايضاً من الاجرام السعودي، وما على الحريري الا ان يقدّم مصلحة لبنان وشعبه على مصالح أي دولة خارجية، وبخاصة إذا كانت هذه الدولة السعودية.