في مقال لها بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، شنت الأكاديمية السعودية المعروفة مضاوي الرشيد هجوما حادا على النظام السعودي على خلفية الاهانات المتتالية التي يوجهها الرئيس الأمريكي للقيادة السعودية.
ووصفت “الرشيد” في مقالها العلاقات السعودية الأمريكية بأنها باتت عارية تماما وتخلو من أي لغة دبلوماسية، مشيرة إلى أن السعودية تستمر في دفع الثمن مقابل اعتمادها الكامل على أمريكا لضمان أمن النظام، بما في ذلك تحمل اهانات ترامب المتكررة.
وقالت إن “ترامب” لا يفوت فرصة لتذكير السعوديين بأنه بدون بلاده سينكشف النظام ويصبح عرضة للرياح العاتية التي تهب من الداخل والخارج. وأشارت إلى أن الإهانات الأخيرة التي أطلقها ترامب، ما كان ليتلفظ بها رئيس آخر يستوعب أسلوب الخطاب الدبلوماسي الراقي حين يخاطب شركاءه في منطقة بات أصدقاء أمريكا فيها، عملة نادرة وفصيلاً منقرضاً. واستدركت: “لكنه يعلم يقيناً أن بإمكانه توجيه أحط الشتائم دون عواقب”.
ولفتت الرشيد فى المقال الذى ترجمته “عربي21″، إلى أن العلاقة السعودية الامريكية في عهد ترامب باتت عارية تماماً وتخلو من أي لغة تحتمها الدبلوماسية والشراكة والتحالفات. وأضافت: “إنها مجرد علاقة تعاقدات يملي فيها القوي على الضعيف، بل ويدوسه بقدميه، وخاصة في حالة ترامب الذي يدرك جيداً مدى هشاشة النظام السعودي”.
في المقابل، قالت الرشيد: إن النظام السعودي يستعرض عضلاته عندما تتعرض حكومات غربية أدنى أهمية من الناحية الاستراتيجية بالنقد لسياساته المحلية مثل اعتقال نشطاء حقوق الإنسان والمنتقدين السعوديين أو مثل عمليات القتل التي لا تكاد تنتهي للمدنيين في اليمن.
مشيرة فى هذا الصدد الى انه “عندما صدرت عن كندا وألمانيا والسويد والنرويج وإسبانيا وغيرها بعض الأصوات المنتقدة للقمع السعودي المحلي ولسياساته المتخبطة كان رد الفعل سريعاً وحاسماً، حيث تمت معاقبة هذه الحكومات مباشرة.
وتساءلت إلى متى يظل النظام السعودي أصم عن سماع الإهانات المتكررة الصادرة عن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب؟..الجواب هو: إلى وقت طويل قادم.فترامب لا يفوت فرصة لتذكير مواليه السعوديين أنه بدون بلاده فإن النظام سينكشف ويكون عرضة للرياح العاتية التي تهب من الداخل ومن الخارج على حد سواء.
وقالت الرشيد (من المساندة الأمريكية للحرب على اليمن إلى الأمر الصادر من واشنطن بالإبقاء على أسعار النفط منخفضة، لا يفوت ترامب فرصة لتذكير النظام السعودي بأنه بدون امريكا فإنه سينكشف ويصبح عرضة للأخطار. وهكذا باتت العلاقة السعودية الامريكية اليوم عارية تماماً وتخلو من أي لغة تحتمها الدبلوماسية والشراكة والتحالفات. إنها مجرد علاقة تعاقدات يملي فيها القوي على الضعيف، بل ويدوسه بقدميه.
واضافت الرشيد: ستستمر السعودية في دفع ثمن غال مقابل اعتمادها الكامل على الولايات المتحدة لضمان أمن النظام. وذلك أن السعوديين يدركون جيداً عواقب سحب واشنطن لدعمها غير المشروط، تاركة المملكة من ورائها منكشفة تماماً، أما الأخطار المحدقة بها.
ورأت “الرشيد” أنه إذا كان انكشاف وضعف النظام السعودي بدون أمريكا أمراً واقعاً لا يمكن إنكاره، فإن الإهانات التي يتفنن ترامب في توجيهها تخبرنا شيئاً عن جمهوره المحلي، والذين يصفقون ويهللون كلما وجه إهانة للدول النفطية.
وقالت إن الذين يصفقون إعجاباً بالإهانات الفظة التي يوجهها ترامب إنما هم زمرة من الأمريكيين المضللين. يمتزج الجهل بالعنصرية وبالتعصب ليشكل خليطاً يجعل من إهانات ترامب خطاباً محبباً لديهم.
وختمت الرشيد:”لسوء الحظ، لا يملك السعوديون القدرة على التخلص من حكامهم في الانتخابات القادمة، وليس بمقدورهم تقديم هؤلاء الحكام للمحاكمة على ما أهدروه من ثروات على الرشاوى داخل امريكا، ومن هنا تأتي حالة الانكشاف والضعف التي يستمر ترامب في استغلالها.”