لم يحمِل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، أي صيغة وزارية واضحة. في زيارته أمس حاول استطلاع إمكان حل العقد، تحديداً المسيحية، وربما لم يكن الأمر أكثر من تمهيد لمقابلته التلفزيونية الليلة!
منذُ تكليفه تأليف الحكومة، كانت كلّ زيارة للرئيس سعد الحريري للقصر الجمهوري تُعتبر ــــ حينَ حصولها ــــ بمثابة إشارة لقرب إعلان إبصار «التشكيلة» النور.
ما إن يحطّ الحريري في قصر بعبدا، حتى تبدأ التكهنات بقرب تصاعُد الدخان الأبيض، ثمّ تليها خيبة جديدة.
وعلى الرغم من أن لا مؤشرات بالمعنى الجدي لفكّ «أسرها»، شكّل اللقاء الجديد بين الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس فرصة لبثّ مناخ إيجابي، قيلَ إنه رافق الاجتماع بينهما، وبدأ الحديث عن ثغرة في جدار العقد المتراكمة.
لم تتأخر معرفة الخيط الأبيض من الأسود في مسار التشكيل، ليظهر أن المعطيات تحمِل تقدماً، لكنها ليست كافية للإفراج عن الحكومة. وليس أدل على ذلك من تأكيد مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر لـ«الأخبار» أن «الحريري أراد الترويج لمقابلته التلفزيونية اليوم، والقول إنه إيجابي».
وقالت المصادر إن رئيس التيار الوزير جبران باسيل سيعقد مؤتمراً صحافياً ظهر الجمعة يعلن فيه «الموقف الكامل» للتيار من التأليف الحكومي، وسيعرض فيه لموقف التيار منذ تكليف الحريري تأليف الحكومة.
وقالت المصادر إن لقاء بعبدا أمس شهد عرضاً سياسياً كاملاً لملف التأليف، وتفنيداً للمشاكل والعقد، لكن من دون البحث في مسودة «تشكيلة» حكومية جديدة.
وأضافت أن عون حثّ الحريري على الإسراع في التأليف، قائلاً له: «ما فينا نضل هيك». ولفتت في المقابل إلى أن سبل المفاوضات ليست مقفلة، وأن الأيام المقبلة ستشهد جولة جدية من المشاورات.
-الأخبار-