-اسرائيل تستنفر للتصدّي للدبلوماسية اللبنانية المقاومة
***
ليس صدفة ان يتركّز الهجوم الاسرائيلي على وزير الخارجية جبران باسيل بعد استخدام رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو منبر الامم المتحدة لتهديد لبنان بضرب مناطق سكنية قرب مطار بيروت بحجة تخزين حزب الله لصواريخ دقيقة في المنطقة واتهامه بانشاء بنى تحتية لتصنيع الصواريخ، وما واكبها من تغريدات للناطق الرسمي باسم جيش العدو افيخاي ادرعي الذي أكمل مهمة نتانياهو بالتهويل والتهديد، متوجها الى باسيل بتغريدة كتبها باللغة الفصحى، انتقد فيها الجولة الدبلوماسية التي نظمها باسيل امس للسفراء العرب والاجانب المعتمدين في لبنان، على المواقع التي زعم فيها الاسرائيلي استخدامها من قبل المقاومة كمواقع عسكرية، في حين تكشّف انزعاج رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من الجولة الدبلوماسية لباسيل، بوصفها بـ “الجولة الدعائية الخادعة”.
أمّا الجديد في الاداء الاسرائيلي تجاه لبنان، هو ان اسرائيل انتقلت الى استهداف الدبلوماسية اللبنانية، والتي لم تكن تعيرها اهمية في العهود السابقة، لأنها اليوم في العهد القوي، باتت فاعلة وقوية، تواجه التهديدات الخارجية وعلى رأسها الاسرائيلية، وتؤثر بواسطتها على الرأي العام الدولي الذي كان في السابق داعماً بالمطلق لإسرائيل، فيما بدأ هذا المجتمع الدولي يأخذ بعين الاعتبار التوجه المناهض لسياسة اسرائيل العدوانية في المنطقة، وهذا الحراك الدبلوماسي الناشط لباسيل في مناسبات عدة، الذي سجل فيه لبنان نقاطا على اسرائيل، لفت العدو ودفعه الى استنفار كل امكاناته للتصدّي للدبلوماسية اللبنانية، بأساليبه الخادعة المعهودة.
ففي سياق الحملة الديبلوماسية التي أطلقها وزارة الخارجية جبران باسيل، اكد امام سفراء الدول المعتمدين في لبنان، الذين التقاهم في وزارة الخارجية، ان لبنان ملتزم بالقرار 1701، ويحق له الدفاع عن نفسه، عارضاً امامهم أرقاماً ومستندات عن الخروقات الاسرائيلية. وقال باسيل: إنّ اسرائيل لا تحترم منظمة الامم المتحدة ولا تطبّق قراراتها، وفي لبنان لم تحترم القرار ١٧٠١ وقد انتهكت ارضنا وجونا وبحرنا ما يقارب ١٥٠٠ مرة خلال الاشهر الثمانية الاخيرة». واشار الى انّ رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يستخدم منبر الامم المتحدة لتبرير خرق اسرائيل للقرارات الدولية. وهو، ومن دون اي براهين، يقول انّ هناك ٣ مخازن صواريخ قرب مطار بيروت، مؤكدا ان إسرائيل تسعى لتبرير عدوان آخر على لبنان بمزاعم عن مواقع صواريخ حزب الله. وشدّد على ان لبنان لا يلتزم الحياد عندما يتعلق الامر بالدفاع عن ارضه وشعبه، ويملك حق المقاومة حتى تحرير كل اراضيه المحتلة.
في المحصلة، بات لبنان يملك وبكل فخر دبلوماسية مقاومة، توازي بأهميتها المقاومة العسكرية من جيش ومقاومة، وبات على العدو الاسرائيلي ان يحسب للبنان الحساب اكثر من ذي قبل، بخاصة حين يكون على رأس الدبلوماسية اللبنانية جبران باسيل.