موسكو – سامر الياس –
غداة إعلان وزارة الدفاع التركية التوصل إلى اتفاق مع الجانب الروسي على تحديد المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في إدلب، توعّد القيادي المصري في «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) أبو اليقظان المصري بمواصلة القتال وتعطيل الاتفاق.
ورفض أبو اليقظان في تسجيل بثه على قناته على «تلغرام» الانسحاب من المنطقة العازلة، معتبراً أن ذلك يعني «التراجع إلى مدينة خان شيخون جنوباً، وإلى سراقب من الجهة الشرقية وجسر الشغور غرباً». وأوضح أن خطوط التماس مع النظام تنتهي بإنشاء المنطقة العازلة، وبالتالي «إنهاء الجهاد»، وقال: «هذا لن يكون، ودونه ضرب الرقاب».
وتكشف تصريحات «أبو اليقظان» وغيره من القادة المتشددين التحديات الكبيرة التي تواجه تنفيذ الاتفاق الروسي- التركي الموقع في سوتشي في 17 أيلول (سبتمبر) الجاري، والذي جنّب إدلب معركة كبيرة حذرت المنظمات الأممية من أنها يمكن أن تصبح أكبر كارثة إنسانية في القرن الحالي.
وقلّل مصدر قيادي في فصائل «الجيش الحر» المقربة من تركيا، من أهمية تهديدات أبو اليقظان المصري، وقال في اتصال أجرته معه «الحياة»: «لا يمكن أن نضع مقاتلي الهيئة البالغ عددهم نحو 12 ألف مقاتل في سلة واحدة»، مشيراً إلى «وجود ثلاثة تيارات في الهيئة؛ متشدد ومتقلب وقابل للانخراط في العملية السياسية». وأوضح أن «التباين في صفوف الهيئة، وحساسية منطقة إدلب يحتمان اللجوء إلى مزيج من الحلول الأمنية والتفاوضية والعسكرية»، مؤكداً أن «كل الخيارات يهدف إلى عزل التيار المتشدد». وكشف أن «المفاوضات متواصلة على أكثر من مستوى مع التيارات المختلفة لإقناعها بتنفيذ الاتفاق الروسي- التركي أولاً، وانخراطها في العملية السياسية والفصائل المسلحة الثورية». ولم يستبعد «اللجوء إلى ضربات عسكرية روسية أو تركية دقيقة ضد التيار المتشدد بعد انتهاء مهلة العاشر من الشهر المقبل».
ويُعد تفكيك المنظمات المصنفة إرهابية، وإدارة المنطقة أمنياً أثناء تنفيذ الاتفاق التركي- الروسي أبرز التحديات. وأوضح المصدر أن «التحدي الأكبر هو قدرة المؤسسات الثورية والمدنية على قيادة المنطقة وإثبات نجاحها».
وقال مصدر روسي إن اللقاء الثلاثي بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران في نيويورك، يهدف أساساً إلى «بعث رسالة مفادها استمرار ضامني آستانة في التنسيق في ما بينهم عسكرياً وأمنياً في شأن التطورات في إدلب وكامل الأراضي السورية من جهة، إضافة إلى استمرار التنسيق بينهم للدفع بحل سياسي في مقابل الحل الذي تتبناه المجموعة الدولية المصغرة في شأن سورية». وأكد في اتصال أجرته معه «الحياة» أن «موسكو ما زالت تراهن على قدرة تركيا على حل عقدة جبهة النصرة وتنفيذ الاتفاق، على رغم أن المدة الزمنية ليست طويلة». لكنه لم يستبعد أن «تلجأ روسيا إلى ضرب أي قوة في إدلب في حال وجهت ضربات إلى قاعدة حميميم أو استفزت قوات النظام»، مشدداً على أن «أي خطوة ستُنسق مع الشريك التركي».
وتزامناً مع استمرار العملية العسكرية لـ «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) لإنهاء وجود تنظيم «داعش» الإرهابي في شرق الفرات بدعم من التحالف الدولي، اتهمت دمشق التحالف الدولي بنقل عدد من قياديي التنظيم من الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة دير الزور إلى مكان آخر. وأفادت وكالة «سانا» الحكومية بأن طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، نفذت عملية إنزال جوي عند أطراف قرية المراشدة الواقعة في الجيب الذي ينتشر فيه مسلحو «داعش» في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، ونقلت عدداً من مسؤولي التنظيم إلى جهة مجهولة.
-الحياة-