لم يمنع التزام الجيش العربي السوري باتفاق سوتشي حول إدلب، من الرد على أي خروقات من قبل الميليشيات المسلحة، ومواصلة مهامه في دك معاقل الإرهاب في البادية الشرقية وريفي إدلب وحماة، وذلك بالتزامن مع إصرار تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على رفض الاتفاق، وإرسال تركيا قوات خاصة إلى المحافظة.
وينص اتفاق إدلب الذي تم الإعلان عنه الاثنين الماضي على إقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب بحلول منتصف الشهر المقبل.
وبيَّنَ مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أنه لا جديد في الوضع الميداني في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي منذ إقرار الاتفاق، وأن الوحدات العسكرية العاملة في المنطقة المذكورة ملتزمة بما نص عليه من حيث «خفض التصعيد» في المناطق التي حددها بـ١٥ كم، ولكنها لا تتوانى في الرد على أي خروقات ترتكبها المجموعات المسلحة.
واستهدف الجيش براجمات الصواريخ تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والميليشيات المسلحة المتحالفة معه في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وتحديداً في معركبة وأطراف اللطامنة ومحيط التمانعة، ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين وإصابة آخرين إصابات بالغة وتدمير عتادهم الحربي.
في المقابل أصر الإرهابيون المنتشرون في شمال غرب البلاد على رفض «اتفاق إدلب».
وعقب إعلان قيادات في «جبهة النصرة» الأسبوع الماضي رفض الاتفاق، ومن بينهم الشرعي «أبو اليقظان المصري» عاد «المصري» أمس ليؤكد في تسجيل مصور نشره عبر «تلغرام»، رفض الانسحاب من المنطقة العازلة، وقال: إن خطوط التماس مع «النظام» تنتهي بإنشاء المنطقة العازلة وبالتالي «إنهاء الجهاد، وهذا لن يكون، ودونه ضرب الرقاب».
وبينما جدد تنظيم «حراس الدين»، فرع تنظيم القاعدة الجديد في سورية، أمس، في بيان، رفض الاتفاق، داعيا المسلمين من كل الدول الإسلامية إلى «النفير إلى أرض الشام للجهاد» و«بذل المال»، أعلنت مجموعة ممن تسمى «مجالس محلية» تابعة لـ«النصرة في ريف حماة الشمالي، تبني الرفض أيضاً، ووجهت في بيان لها نداء لمشغلها التركي لاحتلال مناطقها.
في سياق متصل، نقل موقع «ميديل إيست آي» البريطاني، عن مصدر أمني تركي، أن «بعض أعضاء «النصرة» يدعمون جهود تركيا ضدها، والبعض الآخر يعارضها، وستعمل المخابرات التركية على تأليب الطرفين ضد بعضهما.
وبحسب مواقع معارضة، أضاف المصدر: «إذا لم تفلح سياسة تفكيك «النصرة» والفصل بين أعضائها، فستكون الخطة البديلة هي استهداف الجماعة عبر تنفيذ عمليات عسكرية صغيرة ضدها، بالتعاون مع جماعات مسلحة أخرى».
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد الجمعة، أن إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب ليس حلا نهائياً، وأن الهدف الأول من هذا الإجراء هو القضاء على تحدي الإرهاب.
وفي أول خطوة عملية بعد الاتفاق، ذكر موقع «خبر» التركي أمس، أن كتيبة من القوات الخاصة أرسلها الجيش التركي من محافظة تونجلي التركية إلى إدلب، لتعزيز نقاط المراقبة المنتشرة، بموجب اتفاق «خفض التصعيد».
وسبق لأنقرة أن أعلنت الجمعة الانتهاء من ترسيم المنطقة المنزوعة السلاح مع موسكو، في حين أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه سيجتمع في نيويورك مع نظيريه الروسي والإيراني لبحث الوضع في سورية، واتفاق إدلب.
ولم يتأثر الجيش بالضجة على اتفاق الشمال، فواصل معاركه ضد تنظيم داعش الإرهابي في بادية ريف دمشق الواقعة عند الحدود الإدارية مع ريف محافظة السويداء، على محاور في منطقة «تلول الصفا»، وأحرز، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، تقدمات جديدة بغطاء من القصف الجوي والصاروخي.
-الوطن السورية-