على صعيد تأليف الحكومة، يبدو أن الرئيس المكلف سعد الحريري في غيبوبة حكومية إذ لا لقاءات ولا حراك ولا مشاورات على محاور القوى السياسية المعنية لتذليل العقد، وكأنه استسلم للواقع التعطيلي الخارجي. وقد فضل السفر الى باريس خلال الأيام القليلة المقبلة للمشاركة في عيد ميلاد نجله وعلّه يستعين على «قضاء حوائجه الحكومية وعلى ظُلم ذوي القربى السعوديين بالفرنسيين».
أما على صعيد بعبدا فكشفت مصادر لقناة «المنار» أن «رئيس الجمهورية ميشال عون بدأ يحتسب الوقت الحكومي ويرتّب أوراق خياراته لإنقاذ استحقاق الحكومة من الغرق في الوقت الضائع». فيما نقلت القناة نفسها عن مصادر حزب الله «ضرورة أن لا يراهن أحد من الأفرقاء على التطورات الإقليمية لتشكيل الحكومة »، داعية الى «تشكيل حكومة وحدة وطنية جاهزة لمواجهة الاستحقاقات».
وأكّد الحريري ، عقب ترؤسه في «بيت الوسط»، اجتماعًا لـ « كتلة المستقبل » النيابية، أنّ «خطوط التواصل لم تنقطع في الاتجاهات كافة، خلافًا لما يتردّد في بعض المواقع ووسائل الإعلام، والكلام الّذي ينسب لمصادر مزعومة والعديد من التحليلات الّتي لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة»، مشدّداً على أنّ «التعاون والمسؤولية المشتركة بين رئاسة الجمهورية و رئاسة الحكومة ضرورة لا غنى عنها، سواء خلال عملية التأليف أو بعد ولادة الحكومة، وهي بهذا المعنى مسألة لا يجوز أن تخضع للتجاذب والنقاش، لأنّها تشكّل قاعدة أساس من قواعد حماية الاستقرار السياسي وإطلاق عجلة العمل الحكومي».
-البناء-