أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


يوم المتضررين في المحكمة.. بعدُ إنساني على وقع نجاح جنائي

لاهاي- قاسم خليفة-

ما بين اليوم الأول لانطلاق المرافعات الختامية في قاعة المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الثلاثاء الماضي، التي حرص على حضور إفتتاحها “المتضرر الأول” سعد رفيق الحريري، ويوم المتضررين أمس، حكاية وجع وطن وحسرة جيل وخسارة رئيس وأحبة، إعتصر الرابع عشر من شباط “الأسود” المرارات الأولى، ولاح عزاء عدالة “تشفي وإن كانت لا تجدي” أمام هول الحدث الجلل.

 

لم يكن أمس يوماً عادياً في تاريخ المحكمة والمرافعات، فهو شهد على إختتام النصف الأول من المرافعات النهائية لمكتب الإدعاء الذي تفوق على نفسه مقارنةً مع أي محاكمة دولية، ونجح بشكل غير مسبوق في تحويل أدلة الإتصالات الظرفية، إلى رواية جنائية واقعية متكاملة، مدعمة بالوثائق والمحطات والخبايا، ومعبّدة بجهد وحرفية وطول أناة، رسمت الصورة الكبيرة للجريمة بدقائقها وتفاصيلها.

 

وأيضاً أقفل هذا اليوم الإستثنائي الطويل، الذي خصص الجزء الأخيرمنه لمكتب المتضررين، على بُعد إنساني، يفيض عاطفة وقوة وإصراراً على معرفة الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، حيث ترددت أصداء مرافعات رئيسها ووكلائهم القانونيين الشجاعة المطالبة، في حضور أربعة متضررين، بتسمية الأشياء بأسمائها.

 

كلام مباشر في الحقيقة والعدالة شكل صرخة مدوية أمام إحدى المحاكم الدولية الرفيعة، ففيما طالب رئيس مكتب بيتر هاينز، الأخذ بخطورة هذه الجرائم في القرار الصادر في الادانة ومراعاة مصالح المتضررين، توجهت وكيلة المتضررين المحامية ندى عبد الساتر، للمحكمة بالقول: إنّ المتضررين يتوقعون أن تقولوا لهم من الذي يقف خلف هذه الجريمة الإرهابية ومصالح من تخدم هذه الجريمة هل هي تخدم مصلحة شخص أم دولة أم نظام، والكشف عن الحقيقة بطريقة غير منحازة وحيادية”، ورأى الوكيل القانوني المحامي محمد مطر أن المحكمة بالنسبة للمتضررين “هي وعد الحقيقة والعدالة وأيضاً هي هكذا لجميع اللبنانيين المؤمنين بأن هذا الوعد هو الطريق الحتمي لاستقرار لبنان ورخائه وهو شرط إرساء حكم القانون وسيادته واستقامة نظام الحكم فيه”.

 

أما المتضررون أنفسهم، الذين حضر قسم منهم، التقت بهم “المستقبل” على هامش المحاكمات، فيما أكدوا أنهم لم ينسوا يوم 14 شباط المشؤوم، أبدوا إرتياحاً عميقاً لوجودهم في هذه المرافعات، مجددين ثقتهم بالمحكمة وبقراراتها، منوهين بكلام الرئيس الحريري في لاهاي الذي تبنّوه بالكامل “بأنه ليس من طلاب الثأر وما يهمه مصلحة البلد”.

-المستقبل-