قال تقرير نشره معهد واشنطن المختص بشؤون الشرق الأوسط، إن تركيا تريد حماية وكلائها المحليين في إدلب، وكذلك مصالحها طويلة الأجل في سوريا.
ووضع التقرير الذي أعده فابريس بالونش، الأستاذ المساعد في “جامعة ليون 2″، خارطة للوضع العسكري داخل محافظة إدلب، مشيرا إلى أن عدد قوات المتمردين في المنطقة في مارس 2016 تراوح بين 50 – 90 ألف عنصر.
ولفت إلى غموض في وضع المسلحين، وجد له تفسيرا يقول إنه فيما “كان حوالي 50 ألف فرد من هؤلاء المتمردين يقاتلون بدوام كامل وينتمون إلى أفضل الجماعات، إلّا أن 40 ألفا من المقاتلين العاديين الآخرين الذين ينتمون إلى فصائل محلية صغيرة قد لا يكونوا راغبين في التأثير بشكل ملحوظ على المعارك الكبيرة أو قادرين على القيام بذلك”.
وذكر الأكاديمي أنه “تم تعزيز هؤلاء المقاتلين بما يقارب 20 ألف متمرد آخرين كانوا قد طردوا من مناطق حلب والغوطة ودرعا والرستن، التي استعادها النظام وحلفاؤه في العامين الماضيين”.
ورأى أنه من المؤكد أن تعداد المسلحين في إدلب “أعلى بكثير من العدد المتداول والبالغ 30 ألف فرد، وربما ضعف هذا العدد”.
وقال بالونش إن المسلحين في إدلب ينقسمون “إلى تحالفين متساويين في العدد تقريبا: هيئة تحرير الشام التي تقودها الجماعات التابعة لتنظيم (القاعدة)، والجبهة الوطنية للتحرير. وقد أنشأت تركيا الائتلاف الأخير في مايو الماضي لإضعاف هيئة تحرير الشام، وحشد معارضيها، ومنعها من الاستيلاء على الجيب بأكمله، بسبب عدم نجاح هدف أنقرة الأولي في حل هيئة تحرير الشام. وتشمل الفصائل الـ 11 التابعة لهيئة تحرير الشام ما تبقى من مقاتلي الجيش السوري الحر وأحرار الشام”.
ورصد التقرير أن هيئة تحرير الشام، لبوس جبهة النصرة الأخير، كانت حتى مطلع العام الجاري”راضية بالسيطرة على الحدود مع تركيا، ومدينة إدلب، وخطوط الاتصال الرئيسية في المحافظة، والعديد من النقاط الاستراتيجية، أي أنها بسطت سيطرتها فعليا على معظم الجيب. ومع ذلك، ففي فبراير، نشب صراع بين هيئة تحرير الشام والمتمردين المدعومين من تركيا، مما أدى إلى تقسيم الأراضي بشكل غير متجانس بعد وقف إطلاق النار بينهما في مايو”.
وسجّل كذلك أن هيئة تحرير الشام تسيطر في الوقت الحالي على “معظم شمال إدلب، بينما اضطرت إلى التخلي عن الجزء الجنوبي من الجيب والأطراف الغربية من حلب لصالح الجبهة الوطنية للتحرير”.
وقال الأكاديمي أن المتمردين في الجنوب معزولون، وهم محاصرون “بين مطرقة هيئة تحرير الشام وسندان الجيش السوري. وبالكاد تستطيع أنقرة تزويدهم بالإمدادات”.
واستدرك الكاتب معلقا على هذا الوضع بقوله: “في الواقع، على الجيش التركي أن يتفاوض مع هيئة تحرير الشام لإرسال الجنود والمعدات إلى مراكز المراقبة الخاصة به على الخطوط الأمامية مع الجيش السوري”.
-washingtoninstitute-