على وقع الاستنفار الغربي المندد باقتراب استعادة الدولة السورية لمناطقها وحدودها شمالاً، أطلقت روسيا المزيد من التحذيرات المرتبطة بالمسرحيات الكيميائية المتوقعة، على حين أصرت واشنطن على منح ميليشياتها صك براءة جديد وإعلان عدم امتلاكها لأي أسلحة كيميائية تمكنها من تنفيذ أي تمثيلية مفترضة.
مركز التنسيق الروسي في حميميم التابع لوزارة الدفاع الروسية أعاد التحذير في بيان له أمس من «أن الإرهابيين يعدون لهجوم كيميائي حقيقي ضد المدنيين في إدلب تمهيداً لتحميل الجيش السوري المسؤولية عنه فيما بعد».
وكشف المركز عن معلومات موثوقة حصل عليها من مصادر داخل محافظة إدلب عن إنهاء فرق تلفزيونية تابعة لفضائيات عربية وقناة إخبارية أميركية تصوير9 مقاطع مسجلة لتمثيلية «استخدام الكيميائي» في مدينة جسر الشغور، وبين المركز أن إرهابيي «الخوذ البيضاء» يتدربون يومياً منذ الأحد الماضي في مدينة خان شيخون على تصوير مسرحية «الهجمات الكيميائية» بمشاركة الأطفال مؤكداً أن الإرهابيين اختطفوا 22 طفلاً مع ذويهم من ريف حلب ومجموعة من الأيتام للمشاركة في المسرحية المفبركة.
وبالتزامن مع التحذيرات الروسية كشف مصدر لقناة «الميادين» من جسر الشغور عن صدور أوامر خارجية للخوذ البيضاء بنقل مواد كيميائية إلى قلعة المضيق وكفر نبودة بريف حماة، وتحدث هذا المصدر عن تصوير 10 فيديوهات لمسرحية الكيميائي سيتم إرسال 2 منها إلى الأمم المتحدة، كاشفاً عن تأجيل اجتماع كان مقرراً اليوم الثلاثاء لنشر مقاطع الفيديو بشأن المسرحية المذكورة.
في المقابل أكد مندوب روسيا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألكسندر شولغين، وجوب أن تقول المنظمة كلمتها لمنع حدوث هذا الاستفزاز، كاشفاً في حديث لقناة «روبتلي» الروسية عن موافقة مجموعة من الوفود على وجهة النظر هذه.
على الجانب السياسي المقابل، حمّل محققون في الأمم المتحدة «قوات الحكومة السورية المسؤولية عن ثلاث حالات لاستخدام غار الكلور السام منذ بداية العام الجاري، واعتبروا أنها هجمات ترقى إلى جرائم حرب»!على حد زعمهم.
التصريحات الأممية اللافتة في دلالات توقيتها ومضمونها، لاقتها تصريحات أميركية على لسان وزير الدفاع جيمس ماتيس، منح فيها الميليشيات الإرهابية صك براءة من استخدام أو امتلاك أي أسلحة كيميائية.
وبحسب موقع «روسيا اليوم»، قال ماتيس للصحفيين أمس: «حتى الآن لم نر أي دليل على أن المعارضة لديها أسلحة كيميائية، على الرغم من أن روسيا تعلن بانتظام عن ذلك».
المعطيات المتلاحقة بخصوص ذريعة «الكيميائي» المفترضة، تبعتها تصريحات غربية متلاحقة ومحذرة من إمكانية استعادة الدولة السورية لمحافظة إدلب، وبرزت تصريحات ألمانية متضاربة بخصوص الموقف من التهديدات الأميركية بشن اعتداء على سورية، فعلى حين أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن بلادها تؤيد العملية السياسية لتسوية الوضع في سورية، وبأن كل القرارات التي ستتخذها ألمانيا في مجال التسوية السورية ستعتمد على القانون الدولي، اعتبرت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير لاين، أن ألمانيا لا يمكن أن تتجاهل استخدام «الكيميائي» في سورية، مشددة على ضرورة «ترهيب» السلطات السورية لمنع تكرار مثل هذه الهجمات!
بالتوازي اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن معركة تحرير إدلب تهدد الأمن القومي الأوروبي، وقال في مقابلة تلفزيونية إن «الهجوم على إدلب قد يهدد أمن أوروبا جراء انتقال المقاتلين من هناك إليها»، مشيراً إلى أن «الخطر الأمني قائم ما دام هناك الكثير من الجهاديين المنتمين إلى القاعدة يتمركزون في هذه المنطقة، ويتراوح عددهم بين 10 آلاف و15 ألفاً».
-الوطن السورية-