بينما كان الغضب والاستياء هي المشاعر التي سيطرت على السوريين بعد الاعتداء الغادر الذي نفته «الأسايش» على عناصر من الجيش السوري، أعلنت طهران أنها مستعدة لدعم دمشق عسكرياً في أي مواجهة مع الولايات المتحدة شرق الفرات إذا ما قررت سورية ذلك.
وبعد يوم من اعتدائها، حاولت «الأسايش» تدوير الزوايا وتقديم المبررات وصولاً إلى التهدئة، تجنباً لأي تداعيات محتملة ومتوقعة قد تتخذها الحكومة السورية بحق المعتدين.
وطالب مستشار مرشد الثورة الإيرانية للصناعات العسكرية، العميد حسين دهقان، الولايات المتحدة بالخروج من سورية، وأكد في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» أنه «إذا أرادت الحكومة السورية والشعب مواجهة قوات أميركا شرق الفرات، فإن طهران مستعدة لدعم دمشق عسكرياً في تلك المواجهة، إذا طلبت منا ذلك».
وقال دهقان: «سنفعل ذلك في إطار التعاون مع سورية، إذا طلبت منا ذلك، لكن هناك مسألة مهمة، وهي أنه لا ينبغي أن تتضارب مصالح أي دولة مع إجراءاتها، نحن لا نسعى لمزيد من الدمار في سورية وزعزعة استقرارها، وإذا فتح مجال للحوار واتخاذ القرار بشأن الوجود الأميركي من خلال النقاش، فسوف نعلن موقفنا للحكومة السورية».
المواقف الإيرانية جاءت بعد تصريحات لمحافظ الحسكة جايز الموسى أعلن خلالها أن «قوات سورية الديمقراطية – قسد» حاولت الاعتذار وطلبت التهدئة، إلا أن القيادة في دمشق رفضت ذلك، وأكدت أن الحادثة لن تمر مرور الكرام، واعتبرت أن لا تفاوض على الدم، والثأر قادم من الذين ارتكبوا هذه الجريمة.
من جهته أعرب «مجلس سورية الديمقراطية- مسد» في بيان نقله موقع قناة «روسيا اليوم» عن أسفه لما حدث يوم السبت الفائت في مدينة القامشلي، وقال: «ندعو الأطراف لضبط النفس والابتعاد عن كل ما يثير الاستفزاز، ونرى أي تصعيد في هذا الوقت بالذات لن يخدم أي طرف وطني سوري يؤمن بلغة الحوار في إيجاد حل للأزمة السورية»، واعتبر أن تزامن ذلك مع توقيت انعقاد القمة الثلاثية في طهران، مدعى للتساؤل في الوقت الذي فتح فيه باب اللقاءات بين السلطة السورية و«مسد».
ودعا المجلس إلى «الوقوف صفاً واحداً من القامشلي إلى الساحل السوري إلى دمشق وإلى حوران الجبل والسهل، وأن نتحمل سوياً مسؤولياتنا وبذل كل ما هو ممكن في إنجاح اللقاءات ما بين السلطة السورية ومجلس سورية الديمقراطية».
وختم المجلس بالقول: «نؤكد لشعبنا السوري أن ما حدث في مدينة القامشلي يقف وراءه من يبغي إفشال محادثاتنا، ولقاءاتنا ممن يتربصون بها إقليمياً ودولياً».
-الوطن السورية-