أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ميلاد العذراء مريم (للمكرّمة ماريا دي غريدا) “مدينة الله السريّة”

– عجبتِ يا ابنتي لِكوني صعدتُ الى السماء قبل ابني الإلهي النّاهض مِن الأموات..!!

***

“مدينة الله السريّة” أو “الحياة الإلهية لمريم العذراء الفائقة القداسة” هو كتاب للمكرّمة ماريا داغريدا، كتبته بطلب العذراء نفسها بعد أن زوّدتها بأسرارٍ ورسائلٍ ورؤًى وانخطافاتٍ كشفت فيها مريم عَن حياتها وحياة إبنها على الأرض وفي السماء.

*+*

ممّا قالته الكنيسة عن كتاب ماريا داغريدا “الحياة الإلهية للعذراء مريم” عند التحقيق وبعده:

إنّه إلهيّ بامتياز ! ولا شيء ممكن حذفه أو التخلّي عنه.

يمكننا أن نؤمن بأن إصبع الله كان يقود تلك اليد السعيدة فيما كانت تكتبه. وبما أن كتاباتها تفوق مقدرة ابنةٍ بدون علم، فمن الضروريّ إذًا ان تكون من وحي الله أو إبليس. وبما أنه يستحيل على إبليس أن يؤلّف كتابات سامية الى هذا الحدّ مِن النقاوة والكمال والقداسة، لم يعد هناك موضع للشّك بأنها من الله.

*+*

بعد دراساتٍ دقيقةٍ ومعمّقةٍ وطويلةٍ من الكنيسة لهذا الكتاب الفائق الطبيعة، وبعد تقريرات كثيرة عنه. وبعد منعها له وحظره لفترات معيّنة للتحقّق من الإرادة الإلهيّة … أقرّ مجمع الطقوس المقدّس بالإجماع على محتوى هذا الكتاب، برضى البابا بنوا الثالث عشر (قبل أن يصبح حبرًا أعظم يستعين بهذه السيرة في مواعظه) ! في 14 آذار عام 1729. وبهذا السماح المُطلق لم تَعد أيّ سلطة دينيّة قادرةٌ على َنقضه. وهذا يعني أنّه ليسَ في كِتابتها شيءٌ مُناقضٌ لعقيدة وتعاليم الإنجيل.

7728955

وفي الثامن مِن شهر أيلول علِمت القديسة حنّة بأنّها ستحصل أخيرًا على الوَلد الذي طالما انتظرته بعدَ صلواتٍ كثيرةٍ. فَخَرَّت ساجدةً وسألت الله أن يُباركها. عِندئذٍ دَخلت ابنتها الجليلة (مريم) بانخطافٍ سامٍ بحيثُ إنّها لم تستطع أن تشعر بقدُومها الى هذا العالم. وعندما خَرجت مِن هذا الإنخطاف وَجدت نفسها جميلةً للغاية بين ذراعي أمّها السّعيدة التي حُفِظت بعيدًا عَن جميع آلام المَخاض الطّبيعية التي تحصل للمرأة في هذه الحالة ورفعت لله هذه الصلاة:
يا خالق جميع الكائنات إنّني أشكرك وأقدّم لكَ إبنتي هذه التي حصلتُ عليها بفضل صلاحكَ. تصرّف كما تُريد بالإبنة وأمّها وكُن مباركًا على الدوام لأنّك أغنيت العالم بمخلوقة كهذه، ولأنّك قد هيّأتَ في داخلها مسكنًا للكلمة الأزليّ، ولكن كيف يجب عليّ أن أتصرّف نحوها أنا التي لستُ بأهلٍ أن أكون خادمة لها.”

أجابها السيّد داخليًا أنّ عليها أن تُعامِلها كما تُعامِل سائر الأمّهات أولادهنّ دون أن تُظهِر الإحترام الذي تكنّه لها في قلبها ولكن بمقدارٍ مِن العناية والحبّ.
(لأنّ العذراء لم تعلم بأنّها ستكون أمّ المخلّص الى حلول زمن بشارة الملاك جبرائيل كما يروي الإنجيل)

وقدّم الملائكة الحرّاس للعذراء القديسة، مَصحوبين بِجوقةٍ كبيرةٍ مِن الملائكة الآخرين، الإحترام الواجِب لها، وهي بينَ ذراعي أمّها القديسة حنّة، ورنّموا لها موسيقى سماويّة وتجنّدوا لِخدمتها. وقد شاهدتهم العذراء للمرّة الأولى بأشكالٍ جسديّة يحمِلون شعارات رَمزّية ودَعتهم لِتمجيد الله بِصُحبَتها وبإسمها.

وأرسل الله رئيس المَلائكة جبرائيل، الى سكّان الينبوس القدّيسين، لِيحمِل لهم البُشرى التي جَعلتهم يَهتزّون فرحًا وعُرفانًا بالجميل.

(الينبوس؛ هو مكان الفرح المؤقّت للنفوس البارة التي استحقّت السماء ولكن لم تدخلها حتّى ذلك الحين كون الرّب يسوع لم يفتح باب السماء المُغلق بالخطئية بعد، بآلامه موته وقيامته، ما سمّاه يسوع في الإنجيل: حِضن ابراهيم (لو 16: 22)

ومَرّت جميع هذه الأشياء بسرعةٍ فائقة، وصَنع العليّ للأميرة الإلهيّة عجائب أخرى كان أوّلها أنّها نُقِلت الى السّماء بواسطتة جوقة كبيرة مِن المَلائكة رَفعتها مِن ذراعي والدتها وبتطوافٍ إحتفاليّ وَصلت بين أنغام الترانيم الى عرش الله حيثُ سَجدت له. وكيف يُمكننا أن نصِف الفرح الكبير والإعجاب اللذَين تأمّلت بِهما الأرواح السماويّة (الملائكة) هذه الطّفلة وكيف قَدّم لها، الإكرام الواجِب كملكتهم المحبوبة ؟!

وقد رفعها الكلمة وأجلسها الى يمينه، ونالت بإيحاءات جديدة، نموًّا لجميع قِواها وأنعم عليها برؤيا إلهيّة ظَهرت لَها فيها الألوهيّة، بدون أي قِناع وبدرجةٍ سامية للغاية.

وبينما هي مُتلهّبة حماسًا لِمجده، طلبت مِنه للحال الإسراع في خلاص العالم، بإتمام سرّ التجسّد وتنازل السيّد وتطمأنها بأنّ رغبتها هذه ستتمّ بوقتٍ قريبٍ. وبعدئذٍ كشف الثالوث الأقدس للملائكة، أنّه رَسم مُنذ الأزل أن يُعطى للأم والإبن إسمَي “مريم ويسوع”، وفيهما قد وَضع إعجابه وانتهى الى القول:

«إنّ اسم مريم يجب أن يُمجّد على أكمل وَجه. والذين يَبتهلون بتقوى حقيقيّة ينالون نِعمًا غزيرة والذين يتلفّظون به باحترامٍ ينالون العزاء، الجميع يجِدون فيه الدواء لأوجاعِهم والنّور لأَعمالهم والكُنوز لشَقائهم. 

فهذا الإسم سيكون مُرعِبًا للجَحيم وسيَسحق رأس الحيّة “إبليس”.»

لقد فرَض السيّد نفسه هذا الإسم على العذراء القديسة التي تقبّلته بأناشيدٍ عجيبةٍ، والملائكة سَجدوا هم أيضًا لدى سماعهم الله يتلفّظ به وحيّوه بأناشيد المديح ولا سيّما الذين كان لهم هذا الإسم شعارًا لهم.

وأخيرًا أعاد الملائكة أنفسهم مريم التي حملوها الى السماء، وبنفس الإكرام، الى ذراعي أمّها التي لم تشعر بغيابها لأنّ ملاكًا من حرّاسها شغل مكانها بجسمٍ هوائي. وفضلًا عن ذلك فقد حصلت بهذا الوقت على انجذاب حيث كُشفت لها أشياء عظيمة تعود الى شرف أمّ الله.

وبعد 8 أيّام نزل من السماء عددُ كبير من الملائكة يلبسون درعًا برّاقًا حيث كان يلمعُ عليه اسم “مريم”. وقالوا للقديسة حنّة أنّه يجب أن تُعط لابنتها بأقرب وقت هذا الإسم، فامتثلت للحال هي والقديس يواكيم وجمعوا دون إبطاء، في وليمة فخمة جميع الأهل مع الكاهن وفي احتفال فرحٍ أعطوا بدورهم لإبنتهم القديسة الإسم العذب، اسم مريم. واحتفل به الملائكة مِن جديد بأنغامٍ موسيقيّة عذبة لم يسمعها غير الإبنة وأمّها. وإنّها لسعيدة الأرض التي حصلت أخيرًا على أمّ فاديها.

joachim-and-anne

إرشادات العذراء الكليّة القداسة الى المكرّمة ماريا داغريدا

 *********************************

لقد عجبتِ يا ابنتي لِكوني صعدتُ الى السماء قبل ابني الإلهي النّاهض مِن الأموات. حقًا إن البشر لم يكُن باستطاعتهم الدّخول إليها إلّا بعد المسيح يسوع. ولكن بما أنّ الخطيئة هي التي كانت قد أغلقت السّماء لذا أُدخلتُ إليها أنا لأنّي كنتُ مِن دون خطيئة. وفوق ذلك فبِما أنّ الجُود الإلهي كان قد نَصّبني ملكةً على السماء فكيف يُمكن أن أبقى مَقصِيّةً عنها ؟؟!

وأخيرًا، فالله الذي رسم هذه القاعدة بإمكانه أن يَعفي عنها من يشاء عندَ الحاجة.

فبَاركيه معي على هذه النعمة التي جعلني أتمتّع بها واسفيدي مِن الآراء التي سأعطيها لكِ:

إجتهدي أن تتشبّهي بي في نهجٍ قمتُ به منذ ولادتي وتابعته طيلة حياتي. ففي بدء كلّ يوم، كنتُ أسجدُ عند أقدام العليّ وأمجّده على كمالاته غير المتناهية وأعترف بِمُلكِه السامي على جميع الأشياء وأشكره أيضًا لأنّه رفعني مِن العدم، وأقدّمُ له ذاتي باستسلامٍ كامل لكيّ يتصرّف بي كما يشاء طيلة النهار وسائر أيّام حياتي. وكنتُ أبتهِلُ إليه ليُعرّفني على ما هو الأحبّ إليه حتّى أقوم به، وكنتُ أسأله هدايته وسماحه وبركته عن كلّ أعمال وأكرّر ذلك مرّات عديدة في اليوم.

وهكذا بقدر ما تكونين متعبّدةً حقًا لاسمي العذب، يُمكنكِ عندئذٍ أن تقتفي أثاري. وأعلمي أنّ الله قد وهب مكافأة لذلك، نِعمًا كثيرة وامتيازات لم أكُن أفكّر أو أتلفّظ بها دون أن أرفع فِعل شكرٍ لله. وكنتُ أحمِلُ نفسي على القيام بأعمالٍ كبيرة نحو السيّد الذي أنعم عليَّ بها.

المصدر: قلب مريم الطاهر المتألم
www.heartofmaryarabic.com